للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

السّلف، أي صراطٌ يُوصِل (١) إليّ. وقال مجاهد - رضي الله عنه -: الحقُّ يرجع إلى الله، وعليه طريقه، لا يعرِّج على شيءٍ (٢). وهذا مثل قول الحسن وأبين منه، وهو من أصحِّ ما قيل في الآية. وقيل: "على" فيه للوجوب، أي عليَّ بيانه وتعريفه والدِّلالة عليه. والقولان نظير القولين في آية النّحل {وَعَلَى اللَّهِ قَصْدُ السَّبِيلِ} [الآية: ٩]، والصّحيح فيها كالصّحيح في آية الحِجْر: أنّ السّبيل القاصد ــ وهو: المستقيم المعتدل ــ يرجع إلى الله، ويُوصِل إليه. قال طفيلٌ الغَنَويُّ (٣):

مضوا سلفًا قصدُ السَّبيل عليهِمُ ... وصرفُ المنايا بالرِّجال تقَلَّبُ

أي ممرُّنا (٤) عليهم، وإليهم وصولنا. وقال الآخر:

فهنَّ المنايا أيُّ وادٍ سلكتُه (٥) ... عليها طريقي أو عليَّ طريقُها (٦)


(١) هذا في ل. ومثله كان في ق ــ فيما يظهر ــ ثم أصلحه بعضهم: "مُوصِل" كما في النسخ الأخرى.
(٢) أخرجه الطبري (١٤/ ٧٠).
(٣) يرثي فرسان قومه، من قصيدة في "ديوانه" (ص ٤٠) و"الوحشيات" (ص ١٢٦). والبيت في "المعاني الكبير" (٣/ ١٢١٣) و"تهذيب اللغة" (١٢/ ٤٣١) و"البسيط" للواحدي (٦/ ٤٠٨).
(٤) هكذا في ل، ع. ويبدو أن في ق مثله، ولكنه غيِّر إلى "مررنا" كما في النسخ الأخرى. وفي ش غيِّر "مررنا" إلى "مرورنا"، فإن معنى البيت عليه.
(٥) ع: "سلكنَه".
(٦) أنشده شيخ الإسلام. "مجموع الفتاوى" (١٥/ ٢١٤). وقد أنشده المؤلف في "بدائع الفوائد" (١/ ٢٠٩) أيضًا، وذكر أنه قرَّر هذا المعنى وبيَّن شواهده من القرآن في كتابه "التحفة المكِّيَّة".

<<  <  ج: ص:  >  >>