للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فأمّا ما يحمله العلم: فهو أحكام العلم التي متى انسلخَ منها انسلخَ من الإيمان.

وموجودُه في هذه المشاهد في هذه (١) الحال، هو إصابته وجهَ الصّواب الذي أراده الله ورسولُه بشرعه وأمره، وهذه الإصابة غريبةٌ جدًّا عند أهل العلم، بل هي متروكةٌ عند كثيرٍ منهم، فليس الحلال إلّا ما حلّله مَن قلّدوه، والحرام ما حرّمه، والدِّين ما أفتى به، يُقدّم على النُّصوص، ويترك له أقوال (٢) الصّحابة وسائر أهل العلم.

قوله: (أو يظهره وجدٌ) الوجد: يُظهِر أمورًا ينكرها من لم يكن له ذلك الوجد، ويعرفها مَن كان له، وهذا الوجد (٣) إن شهد له العلمُ بالقبول وزكّاه، فهو وجدٌ صحيحٌ، وإلّا فهو وجدٌ (٤) فاسدٌ أو فيه انحرافٌ.

والمقصود: أنّ ما يظهره وجدُ هذا العارف بالله وأسمائه وصفاته وأحكامِه غريبٌ على غيره، بحسب همّته ومعرفته وطلبه.

قوله: (أو يقوم به رسمٌ) الرّسم: هو الصُّورة الخلْقِيّة وصفاتُها وأفعالها عندهم، والّذي يقوم به هذا الرّسم هو الذي يقيمه مِن تعلّق اسم القيُّوم به، فإنّ القيُّوم هو القائم بنفسه الذي قيام كلِّ شيءٍ به؛ أي: هو المقيم لغيره، فلا قيام لغيره بدون إقامته له، وقيامه هو بنفسه لا بغيره.


(١) د: «وفي هذا»، «المشاهدة في هذا» ليست في ر، وفي ت: «المشاهدة».
(٢) «له» ليست في د، وفي ط زيادة «الرسول».
(٣) ليست في د، ت.
(٤) د، ت: «وإلا فوجد».

<<  <  ج: ص:  >  >>