كتاب مدارج السالكين - ط عطاءات العلم

فصل: مشاهد الخلق في المعصية - المشهد الأول: مشهد الحيوانية وقضاء الشهوة - ج: 2 - ص: 9

المؤمنين بنحر الكفّار، فإنَّ البقر أنفع الحيوان للأرض وبها صلاحها وفلاحها، مع ما فيها من السّكينة والمنافع والذِّلِّ بكسر الذّال (١).

رأى عمر بن الخطَّاب - رضي الله عنه - كأنَّ (٢) دِيكًا نقره ثلاث نقراتٍ (٣)، وكان (٤) طعنَ أبي لؤلؤة له، والدِّيك رجلٌ أعجميٌّ شرِّير.

ومن النَّاس من طبعه طبع خنزيرٍ يمرُّ بالطّيِّبات فلا يلوي عليها، فإذا قام الإنسان عن رَجِيعه قَمَّه، وهكذا كثيرٌ من النَّاس، يسمع منك ويرى من المحاسن أضعافَ أضعافِ المساوئ فلا يتحفَّظها (٥) ولا ينقلها ولا تناسبه، فإذا رأى سقطةً أو كلمةً عوراءَ وجد بُغيته وما يُناسبه فجعلها فاكهته ونُقْلَه (٦).

---

(١) في هامش الأصل بخط المقابل: «قال الجوهري: الذِّل بالكسر: اللين، وهو ضد الصعوبة». ونحوه في هامش ل. انظر: «الصحاح» (٤/ ١٧٠١).
وفي ع زيادة: «فإنها ذَلول مذلَّلة منقادة غيرُ أبيَّةٍ، والجواميس كبارهم ورؤساؤهم».
(٢) «كأن» ساقط من ج، ن.
(٣) أخرجه مسلم (٥٦٧).
(٤) ج، ن، ع: «فكان».
(٥) ع: «يحفظها».
(٦) النُّقْل: ما يأكله الشارب على شرابه، وما يُتفكَّه به من جوز ولوز وبندق ونحوها. انظر: «مقاييس اللغة» (٥/ ٤٦٣) و «تاج العروس» (٣١/ ٢٧) و «المعجم الوسيط» (٢/ ٩٤٩).