للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فاسمه الحميد المجيد يمنع ترك الإنسان سدًى مهملًا معطَّلًا، لا يؤمر ولا ينهى ولا يثاب ولا يعاقب. وكذلك اسمه الحكيم يأبى ذلك، وكذلك اسمه الملك.

واسمه الحيُّ يمنع أن يكون معطَّلًا عن الفعل، بل حقيقة الحياة الفعل، فكلُّ حيٍّ فعَّالٌ، وكونه سبحانه خالقًا قيُّومًا من موجَبات حياته ومقتضاها (١).

واسمه السَّميع البصير يوجب مسموعًا ومرئيًا. واسم الخالق يقتضي مخلوقًا، وكذا الرَّازق (٢). واسم المَلِك يقتضي مملكةً وتصرُّفًا وتدبيرًا، وإعطاءً (٣) ومنعًا، وإحسانًا وعدلًا، وثوابًا وعقابًا. واسم البَرِّ، المحسن، المعطي، المنَّان ونحوها تقتضي آثارها وموجَباتها.

إذا عرف هذا، فمن أسمائه سبحانه: الغفَّار، التَّوَّاب، العفوُّ، فلا بدَّ لهذه الأسماء من متعلَّقاتٍ، ولا بُدَّ من جنايةٍ تُغفَر، وتوبةٍ تُقبَل، وجرائم يُعفى عنها، ولا بدَّ لاسمه الحليم من متعلَّقٍ يظهر فيه حِلْمه (٤)، إذ اقتضاء هذه الأسماء لآثارها كاقتضاء اسم الخالق الرازق (٥) المعطي المانع للمخلوق والمرزوق والمُعطى والممنوع، وهذه الأسماء كلُّها حسنى.

والربُّ تعالى يحبُّ ذاته وأوصافه وأسماءه، فهو عفوٌّ يحبُّ العفو،


(١) ع: «متقتضياتها».
(٢) ش، ن: «الرزَّاق».
(٣) ل: «وعطاءً».
(٤) ع: «الحكيم ... حكمه»، تصحيف.
(٥) ش: «الرزَّاق».

<<  <  ج: ص:  >  >>