للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

حديث آخر-قال أبو جعفر بن جرير في تفسيره (١): حدثني زياد بن عبد الله المزني، حدثنا مروان بن معاوية الفزاري، حدثنا أبو مالك، حدثني نافع بن خالد الخزاعي، عن أبيه، أن النبي ، صلى صلاة خفيفة تامة الركوع والسجود، فقال «قد كانت صلاة رغبة ورهبة، سألت الله ﷿ فيها ثلاثا أعطاني اثنتين ومنعني واحدة: سألت الله أن لا يصيبكم بعذاب أصاب به من كان قبلكم فأعطانيها، وسألت الله أن لا يسلط عليكم عدوا يستبيح بيضتكم فأعطانيها، وسألت الله أن لا يلبسكم شيعا ويذيق بعضكم بأس بعض فمنعنيها» قال أبو مالك:

فقلت له أبوك سمع هذا من في رسول الله ؟ فقال: نعم، سمعته يحدث بها القوم، أنه سمعها من في رسول الله .

حديث آخر-قال الإمام أحمد (٢): حدثنا عبد الرزاق قال: قال معمر: أخبرني أيوب عن أبي قلابة، عن الأشعث الصنعاني، عن أبي أسماء الرحبي، عن شداد بن أوس، أن رسول الله قال «إن الله زوى (٣) لي الأرض، حتى رأيت مشارقها ومغاربها، وإن ملك أمتي سيبلغ ما زوى لي منها، وإني أعطيت الكنزين الأبيض والأحمر، وإني سألت ربي ﷿ أن لا يهلك أمتي بسنة عامة، وأن لا يسلط عليهم عدوا فيهلكهم بعامة، وأن لا يلبسهم شيعا، وأن لا يذيق بعضهم بأس بعض، فقال: يا محمد إني إذا قضيت قضاء، فإنه لا يرد، وإني قد أعطيتك لأمتك أن لا أهلكهم بسنة عامة، وأن لا أسلط عليهم عدوا ممن سواهم، فيهلكهم بعامة حتى يكون بعضهم يهلك بعضا، وبعضهم يقتل بعضا، وبعضهم يسبي بعضا، قال: وقال النبي «إني لا أخاف على أمتي إلا الأئمة المضلين، فإذا وضع السيف في أمتي، لم يرفع عنهم إلى يوم القيامة».

ليس في شيء من الكتب الستة، وإسناده جيد قوي، وقد رواه ابن مردويه من حديث حماد بن زيد، وعباد بن منصور، وقتادة، ثلاثتهم عن أيوب عن أبي قلابة، عن أبي أسماء، عن ثوبان، عن رسول الله بنحوه والله أعلم.

حديث آخر-قال الحافظ أبو بكر بن مردويه: حدثنا عبد الله بن إسماعيل بن إبراهيم الهاشمي، وميمون بن إسحاق بن الحسن الحنفي، قالا: حدثنا أحمد بن عبد الجبار، حدثنا محمد بن فضيل، عن أبي مالك الأشجعي، عن نافع بن خالد الخزاعي عن أبيه، قال: وكان أبوه من أصحاب رسول الله ، وكان من أصحاب الشجرة، قال: كان رسول الله إذا صلى والناس حوله، صلى صلاة خفيفة تامة الركوع والسجود، قال فجلس يوما فأطال الجلوس، حتى أومأ بعضنا إلى بعض أن اسكتوا إنه ينزل عليه، فلما فرغ، قال له بعض القوم:


(١) تفسير الطبري ٥/ ٢٢٠.
(٢) مسند أحمد ٤/ ١٢٣.
(٣) أي جمعها وضمّها.

<<  <  ج: ص:  >  >>