للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

مُعَلَّقَيْنِ فِي الْبَيْتِ حَتَّى احْتَرَقَ الْبَيْتُ فَاحْتَرَقَا وَهَذَا دَلِيلٌ مُسْتَقِلٌّ عَلَى أَنَّهُ إِسْمَاعِيلُ عَلَيْهِ الصلاة والسلام فَإِنَّ قُرَيْشًا تَوَارَثُوا قَرْنَيِ الْكَبْشِ الَّذِي فَدَى بِهِ إِبْرَاهِيمُ خَلَفًا عَنْ سَلَفٍ وَجِيلًا بَعْدَ جِيلٍ إِلَى أَنْ بَعَثَ اللَّهُ رَسُولَهُ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.

[فَصْلٌ] فِي ذِكْرِ الْآثَارِ الْوَارِدَةِ عَنِ السَّلَفِ فِي أَنَّ الذَّبِيحَ مَنْ هُوَ

[ذِكْرُ مَنْ قَالَ هُوَ إِسْحَاقُ عَلَيْهِ الصلاة والسلام] قَالَ حَمْزَةُ الزَّيَّاتُ عَنْ أَبِي مَيْسَرَةَ رَحِمَهُ الله قال: قال يوسف عليه الصلاة والسلام لِلْمَلِكِ فِي وَجْهِهِ تَرْغَبُ أَنْ تَأْكُلَ مَعِي وَأَنَا وَاللَّهِ يُوسُفُ بْنُ يَعْقُوبَ نَبِيِّ اللَّهِ ابْنِ إِسْحَاقَ ذَبِيحِ اللَّهِ ابْنِ إِبْرَاهِيمَ خَلِيلِ اللَّهِ «١» ، وَقَالَ الثَّوْرِيُّ عَنْ أَبِي سِنَانٍ عَنِ ابْنِ أَبِي الْهُذَيْلِ إِنَّ يُوسُفَ عَلَيْهِ السَّلَامُ قَالَ لِلْمَلِكِ كَذَلِكَ أَيْضًا وَقَالَ سُفْيَانُ الثَّوْرِيُّ عَنْ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُبَيْدِ بْنِ عُمَيْرٍ عَنْ أَبِيهِ قَالَ: قال موسى عليه الصلاة والسلام يَا رَبِّ يَقُولُونَ يَا إِلَهَ إِبْرَاهِيمَ وَإِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ فَبِمَ قَالُوا ذَلِكَ؟ قَالَ: «إِنَّ إِبْرَاهِيمَ لَمْ يَعْدِلْ بِي شَيْءٌ قَطُّ إِلَّا اخْتَارَنِي عَلَيْهِ، وَإِنَّ إِسْحَاقَ جَادَ لِي بِالذَّبْحِ وَهُوَ بِغَيْرِ ذَلِكَ أَجْوَدُ، وَإِنَّ يَعْقُوبَ كُلَّمَا زِدْتُهُ بَلَاءً زَادَنِي حُسْنَ ظَنٍّ» .

وَقَالَ شُعْبَةُ عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ عَنْ أَبِي الْأَحْوَصِ قَالَ افْتَخَرَ رجل عند ابن مسعود رضي الله عنه فَقَالَ: أَنَا فُلَانُ بْنُ فُلَانٍ ابْنُ الْأَشْيَاخِ الكرام، فقال عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ ذَاكَ يُوسُفُ بْنُ يَعْقُوبَ بْنِ إِسْحَاقَ ذَبِيحِ الله ابن إبراهيم خليل الله. وهذا صحيح عن ابن مسعود رضي الله عنه، وكذا روى عِكْرِمَةَ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا أَنَّهُ إسحاق، وعن أبيه العباس وعن علي بْنِ أَبِي طَالِبٍ مِثْلَ ذَلِكَ، وَكَذَا قَالَ عِكْرِمَةُ وَسَعِيدُ بْنُ جُبَيْرٍ وَمُجَاهِدٌ وَالشَّعْبِيُّ وَعُبَيْدُ بْنُ عُمَيْرٍ وَأَبُو مَيْسَرَةَ وَزَيْدُ بْنُ أَسْلَمَ وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ شَقِيقٍ وَالزُّهْرِيُّ وَالْقَاسِمُ بْنُ أَبِي بَزَّةَ وَمَكْحُولٌ وَعُثْمَانُ بْنُ حَاضِرٍ وَالسُّدِّيُّ والحسن وقتادة وأبو الهذيل وابن سابط وهذا اخْتِيَارُ ابْنِ جَرِيرٍ، وَتَقَدَّمَ رِوَايَتُهُ عَنْ كَعْبِ الْأَحْبَارِ أَنَّهُ إِسْحَاقُ، وَهَكَذَا رَوَى ابْنُ إِسْحَاقَ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي بَكْرٍ عَنْ الزُّهْرِيِّ عَنْ أَبِي سُفْيَانَ بْنِ الْعَلَاءِ بْنِ حارثة عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ عَنِ كَعْبِ الْأَحْبَارِ أَنَّهُ قَالَ هُوَ إِسْحَاقُ «٢» .

وَهَذِهِ الْأَقْوَالُ وَاللَّهُ أَعْلَمُ كُلُّهَا مَأْخُوذَةٌ عَنْ كَعْبِ الْأَحْبَارِ فَإِنَّهُ لَمَّا أَسْلَمَ فِي الدَّوْلَةِ الْعُمَرِيَّةِ جَعَلَ يُحَدِّثُ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ عَنْ كتبه قديما فَرُبَّمَا اسْتَمَعَ لَهُ عُمَرُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ فَتَرَخَّصَ النَّاسُ فِي اسْتِمَاعِ مَا عِنْدَهُ وَنَقَلُوا ما عنده عَنْهُ غَثَّهَا وَسَمِينَهَا وَلَيْسَ لِهَذِهِ الْأُمَّةِ وَاللَّهُ أَعْلَمُ حَاجَةٌ إِلَى حَرْفٍ وَاحِدٍ مِمَّا عِنْدَهُ وَقَدْ حَكَى الْبَغَوَيُّ هَذَا الْقَوْلَ بِأَنَّهُ إِسْحَاقُ عن عمر وعلي وابن مسعود


(١) تفسير الطبري ١٠/ ٥١٢.
(٢) تفسير الطبري ١٠/ ٥١١.

<<  <  ج: ص:  >  >>