قلت وهذا حديث منكر جدا وفرات بن السائب هذا ضعفه الإمام أحمد ويحيى بن معين والبخاري وأبو حاتم والدارقطني وغير واحد، وقد ذكره ابن عساكر من وجه آخر عن الزهري من قوله مختصرا، وروى البيهقي في كتاب إثبات عذاب القبر عن ابن مسعود موقوفا ومرفوعا ما يشهد لهذا، وقد كتبناه في كتاب الجنائز من الأحكام الكبرى ولله الحمد والمنة.
وقد روى الطبراني والحافظ الضياء المقدسي من طريق سلام بن مسكين عن ثابت عن أنس قال: قال رسول الله ﷺ: «سورة في القرآن خاصمت عن صاحبها حتى أدخلته الجنة: ﴿تَبارَكَ الَّذِي بِيَدِهِ الْمُلْكُ﴾». وقال الترمذي: حدثنا محمد بن عبد الملك بن أبي الشوارب حدثنا يحيى بن مالك النكري عن أبيه عن أبي الجوزاء، عن ابن عباس قال: ضرب بعض أصحاب النبي ﷺ خباءه على قبر وهو لا يحسب أنه قبر، فإذا قبر إنسان يقرأ سورة الملك حتى ختمها، فأتى النبي ﷺ فقال: يا رسول الله ضربت خبائي على قبر وأنا لا أحسب أنه قبر فإذا إنسان يقرأ سورة الملك: تبارك حتى ختمها، فقال رسول الله ﷺ:«هي المانعة هي المنجية تنجيه من عذاب القبر» ثم قال: هذا حديث غريب من هذا الوجه وفي الباب عن أبي هريرة، ثم روى الترمذي أيضا من طريق ليث بن أبي سليم عن أبي الزبير عن جابر أن رسول الله ﷺ كان لا ينام حتى يقرأ: ﴿الم تَنْزِيلُ﴾، و ﴿تَبارَكَ الَّذِي بِيَدِهِ الْمُلْكُ﴾، وقال ليث عن طاوس: يفضلان كل سورة في القرآن بسبعين حسنة.
وقال الطبراني: حدثنا محمد بن الحسن بن علاف الأصبهاني، حدثنا سلمة بن شبيب، حدثنا إبراهيم بن الحكم بن أبان عن أبيه عن عكرمة عن ابن عباس قال: قال رسول الله ﷺ:
«لوددت أنها في قلب كل إنسان من أمتي» يعني ﴿تَبارَكَ الَّذِي بِيَدِهِ الْمُلْكُ﴾، هذا الحديث غريب وإبراهيم ضعيف، وقد تقدم مثله في سورة يس، وقد روى هذا الحديث عبد بن حميد في مسنده بأبسط من هذا فقال: حدثنا إبراهيم بن الحكم عن أبيه عن عكرمة عن ابن عباس أنه قال لرجل: ألا أتحفك بحديث تفرح به؟ قال: بلى، قال: اقرأ ﴿تَبارَكَ الَّذِي بِيَدِهِ الْمُلْكُ﴾ وعلمها أهلك وجميع ولدك وصبيان بيتك وجيرانك، فإنها المنجية والمجادلة تجادل أو تخاصم يوم القيامة عند ربها لقارئها، وتطلب له أن ينجيه من عذاب النار وينجي بها صاحبها من عذاب القبر، قال رسول الله ﷺ:«لوددت أنها في قلب كل إنسان من أمتي».