إبراهيم بن المهاجر عن مجاهد، قال: قال عمر بن الخطاب: يا رسول الله لو صلينا خلف المقام، فأنزل الله ﴿وَاتَّخِذُوا مِنْ مَقامِ إِبْراهِيمَ مُصَلًّى﴾ فكان المقام عند البيت، فحوله رسول الله ﷺ على موضعه هذا. قال مجاهد: وكان عمر يرى الرأي فينزل به القرآن. هذا مرسل عن مجاهد، وهو مخالف لما تقدم من رواية عبد الرزاق عن معمر، عن حميد الأعرج، عن مجاهد: أن أول من أخر المقام إلى موضعه الآن عمر بن الخطاب ﵁، وهذا أصح من طريق ابن مردويه مع اعتضاد هذا بما تقدم، والله أعلم.
قال الحسن البصري: قوله ﴿وَعَهِدْنا إِلى إِبْراهِيمَ وَإِسْماعِيلَ﴾ قال: أمرهما الله أن يطهراه من الأذى والنجس، ولا يصيبه من ذلك شيء، وقال ابن جريج: قلت لعطاء: ما عهده؟ قال:
أمره. وقال عبد الرحمن بن زيد بن أسلم ﴿وَعَهِدْنا إِلى إِبْراهِيمَ﴾ أي أمرناه كذا، قال: والظاهر أن هذا الحرف إنما عدى بإلى لأنه في معنى تقدمنا وأوحينا، وقال سعيد بن جبير عن ابن عباس قوله ﴿أَنْ طَهِّرا بَيْتِيَ لِلطّائِفِينَ وَالْعاكِفِينَ﴾ قال: من الأوثان، وقال مجاهد وسعيد بن جبير ﴿طَهِّرا بَيْتِيَ لِلطّائِفِينَ﴾ أن ذلك من الأوثان والرفث وقول الزور والرجس. قال ابن أبي حاتم، وروي عن عبيد بن عمير وأبي العالية وسعيد بن جبير ومجاهد وعطاء وقتادة ﴿أَنْ طَهِّرا بَيْتِيَ﴾ أي بلا إله إلا الله من الشرك.
وأما قوله تعالى: ﴿لِلطّائِفِينَ﴾ فالطواف بالبيت معروف وعن سعيد بن جبير أنه قال في قوله تعالى ﴿لِلطّائِفِينَ﴾ يعني من أتاه من غربة ﴿وَالْعاكِفِينَ﴾ المقيمين فيه، وهكذا روي عن قتادة والربيع بن أنس، أنهما فسرا العاكفين بأهله المقيمين فيه، كما قال سعيد بن جبير، وقال يحيى القطان عن عبد الملك هو ابن أبي سليمان، عن عطاء في قوله ﴿وَالْعاكِفِينَ﴾ قال: من انتابه من الأمصار فأقام عنده وقال لنا ونحن مجاورون أنتم من العاكفين، وقال وكيع عن أبي بكر الهذلي، عن عطاء، عن ابن عباس، قال: إذا كان جالسا فهو من العاكفين، وقال ابن أبي حاتم: أخبرنا أبي، أخبرنا موسى بن إسماعيل، أخبرنا حماد بن سلمة، أخبرنا ثابت، قال: قلنا لعبد الله بن عبيد بن عمير: ما أراني إلا مكلم الأمير أن أمنع الذين ينامون في المسجد الحرام، فإنهم يجنبون ويحدثون. قال: لا تفعل، فإن ابن عمر سئل عنهم فقال: هم العاكفون. ورواه عبد بن حميد عن سليمان بن حرب عن حماد بن سلمة به.