للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

-و- ﴿قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ النّاسِ﴾ فقرأتهما فقال: «اقرأ بهما ولن تقرأ بمثلهما» وتقدم حديث عائشة أن رسول الله كان يقرأ بهن وينفث في كفيه، ويمسح بهما رأسه ووجهه وما أقبل من جسده.

وقال الإمام مالك عن ابن شهاب عن عروة عن عائشة أن رسول الله كان إذا اشتكى يقرأ على نفسه بالمعوذتين وينفث، فلما اشتد وجعه كنت أقرأ عليه بالمعوذات وأمسح بيده عليه رجاء بركتها (١)، ورواه البخاري عن عبد الله بن يوسف ومسلم عن يحيى بن يحيى وأبو داود عن القعنبي والنسائي عن قتيبة، ومن حديث ابن القاسم وعيسى بن يونس وابن ماجة من حديث معن وبشر بن عمر ثمانيتهم عن مالك به.

وتقدم في آخر سورة ﴿ن﴾ من حديث أبي نضرة عن أبي سعيد أن رسول الله كان يتعوذ من أعين الجان وأعين الإنسان، فلما نزلت المعوذتان أخذ بهما وترك ما سواهما (٢)، رواه الترمذي والنسائي وابن ماجة، وقال الترمذي: حديث حسن صحيح.

﴿بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ﴾

[[سورة الفلق (١١٣): الآيات ١ إلى ٥]]

﴿قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ الْفَلَقِ (١) مِنْ شَرِّ ما خَلَقَ (٢) وَمِنْ شَرِّ غاسِقٍ إِذا وَقَبَ (٣) وَمِنْ شَرِّ النَّفّاثاتِ فِي الْعُقَدِ (٤) وَمِنْ شَرِّ حاسِدٍ إِذا حَسَدَ (٥)

قال ابن أبي حاتم: حدثنا أحمد بن عصام، حدثنا أبو أحمد الزبيري، حدثنا حسن بن صالح عن عبد الله بن محمد بن عقيل عن جابر قال الفلق الصبح، وقال العوفي عن ابن عباس ﴿الْفَلَقِ﴾ الصبح، وروي عن مجاهد وسعيد بن جبير وعبد الله بن محمد بن عقيل والحسن وقتادة ومحمد بن كعب القرظي، وابن زيد ومالك عن زيد بن أسلم مثل هذا، قال القرظي وابن زيد وابن جرير (٣): وهي كقوله تعالى: ﴿فالِقُ الْإِصْباحِ﴾ [الأنعام: ٩٦] وقال علي بن أبي طلحة عن ابن عباس ﴿الْفَلَقِ﴾ الخلق، وكذا قال الضحاك: أمر الله نبيه أن يتعوذ من الخلق كله، وقال كعب الأحبار ﴿الْفَلَقِ﴾ بيت في جهنم، إذا فتح صاح جميع أهل النار من شدة حره، ورواه ابن أبي حاتم، ثم قال: حدثنا أبي، حدثنا سهيل بن عثمان عن رجل سماه، عن السدي، عن زيد بن علي، عن آبائه أنهم قالوا ﴿الْفَلَقِ﴾ جب في قعر جهنم عليه غطاء، فإذا كشف عنه، خرجت منه نار تضج منه جهنم من شدة حر ما يخرج منه، وكذا روي عن عمرو بن عنبسة وابن


(١) أخرجه البخاري في فضائل القرآن باب ١٤، ومسلم في السّلام حديث ٥١، وأبو داود في الطب باب. ١٩، وابن ماجة في الطب باب ٣٨، ومالك في العين حديث ١٠.
(٢) أخرجه الترمذي في الطب باب ١٦، والنسائي في الاستعاذة باب ٣٧، وابن ماجة في الطب باب ٣٣.
(٣) تفسير الطبري ١٢/ ٧٤٨.

<<  <  ج: ص:  >  >>