للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

بأعمالهم وقال ابن جرير عن ابن عباس: ولا تميلوا إلى الذين ظلموا وهذا القول حسن أي لا تستعينوا بالظلمة فتكونوا كأنكم قد رضيتم بأعمالهم ﴿فَتَمَسَّكُمُ النّارُ وَما لَكُمْ مِنْ دُونِ اللهِ مِنْ أَوْلِياءَ ثُمَّ لا تُنْصَرُونَ﴾ أي ليس لكم من دونه من ولي ينقذكم ولا ناصر يخلصكم من عذابه.

[[سورة هود (١١): الآيات ١١٤ إلى ١١٥]]

﴿وَأَقِمِ الصَّلاةَ طَرَفَيِ النَّهارِ وَزُلَفاً مِنَ اللَّيْلِ إِنَّ الْحَسَناتِ يُذْهِبْنَ السَّيِّئاتِ ذلِكَ ذِكْرى لِلذّاكِرِينَ (١١٤) وَاِصْبِرْ فَإِنَّ اللهَ لا يُضِيعُ أَجْرَ الْمُحْسِنِينَ (١١٥)

قال علي بن أبي طلحة عن ابن عباس ﴿وَأَقِمِ الصَّلاةَ طَرَفَيِ النَّهارِ﴾ قال يعني الصبح والمغرب (١) وكذا قال الحسن وعبد الرحمن بن زيد بن أسلم، وقال الحسن في رواية وقتادة والضحاك وغيرهم هي الصبح والعصر وقال مجاهد: هي الصبح في أول النهار والظهر والعصر من آخره ﴿وَزُلَفاً مِنَ اللَّيْلِ﴾ قال ابن عباس ومجاهد والحسن وغيرهم يعني صلاة العشاء وقال الحسن في رواية ابن المبارك عن مبارك بن فضالة عنه ﴿وَزُلَفاً مِنَ اللَّيْلِ﴾ يعني المغرب والعشاء قال رسول الله : «هما زلفتا الليل المغرب والعشاء» (٢) وكذا قال مجاهد ومحمد بن كعب وقتادة والضحاك إنها صلاة المغرب والعشاء، وقد يحتمل أن تكون هذه الآية نزلت قبل فرض الصلوات الخمس ليلة الإسراء فإنه إنما كان يجب من الصلاة صلاتان: صلاة قبل طلوع الشمس وصلاة قبل غروبها، وفي أثناء الليل قيام عليه وعلى الأمة ثم نسخ في حق الأمة وثبت وجوبه عليه ثم نسخ عنه أيضا في قول والله أعلم.

وقوله: ﴿إِنَّ الْحَسَناتِ يُذْهِبْنَ السَّيِّئاتِ﴾ يقول إن فعل الخيرات يكفر الذنوب السالفة كما جاء في الحديث الذي رواه الإمام أحمد وأهل السنن عن أمير المؤمنين علي بن أبي طالب قال: كنت إذا سمعت من رسول الله حديثا نفعني الله بما شاء أن ينفعني منه وإذا حدثني عنه أحد استحلفته فإذا حلف لي صدقته، وحدثني أبو بكر وصدق أبو بكر أنه سمع رسول الله يقول: «ما من مسلم يذنب ذنبا فيتوضأ ويصلي ركعتين إلا غفر له» (٣).

وفي الصحيحين عن أمير المؤمنين عثمان بن عفان أنه توضأ لهم كوضوء رسول الله ثم قال: هكذا رأيت رسول الله يتوضأ وقال: «من توضأ وضوئي هذا ثم صلى ركعتين لا يحدث فيهما نفسه غفر له ما تقدم من ذنبه» (٤).

وروى الإمام أحمد (٥) وأبو جعفر بن جرير (٦) من حديث أبي عقيل زهرة بن معبد أنه سمع


(١) انظر تفسير الطبري ٧/ ١٢٥.
(٢) تفسير الطبري ٧/ ١٢٧.
(٣) أخرجه أحمد في المسند ١/ ٢.
(٤) أخرجه البخاري في الوضوء باب ٢٤، ٢٨. ومسلم في الطهارة حديث ٣، ٤، ٨.
(٥) المسند ١/ ٧١.
(٦) تفسير الطبري ٧/ ١٣٠.

<<  <  ج: ص:  >  >>