للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

﴿اِسْتَهْوَتْهُ الشَّياطِينُ فِي الْأَرْضِ حَيْرانَ لَهُ أَصْحابٌ يَدْعُونَهُ إِلَى الْهُدَى ائْتِنا قُلْ إِنَّ هُدَى اللهِ هُوَ الْهُدى﴾ [الأنعام: ٧١] الآية.

[[سورة الحج (٢٢): الآيات ٣٢ إلى ٣٣]]

﴿ذلِكَ وَمَنْ يُعَظِّمْ شَعائِرَ اللهِ فَإِنَّها مِنْ تَقْوَى الْقُلُوبِ (٣٢) لَكُمْ فِيها مَنافِعُ إِلى أَجَلٍ مُسَمًّى ثُمَّ مَحِلُّها إِلَى الْبَيْتِ الْعَتِيقِ (٣٣)

يقول تعالى هذا ﴿وَمَنْ يُعَظِّمْ شَعائِرَ اللهِ﴾ أي أوامره ﴿فَإِنَّها مِنْ تَقْوَى الْقُلُوبِ﴾ ومن ذلك تعظيم الهدايا والبدن، كما قال الحكم عن مقسم عن ابن عباس: تعظيمها استسمانها واستحسانها (١). وقال ابن أبي حاتم: حدثنا أبو سعيد الأشج، حدثنا حفص بن غياث عن ابن أبي ليلى عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد عن ابن عباس ﴿ذلِكَ وَمَنْ يُعَظِّمْ شَعائِرَ اللهِ﴾ قال:

الاستسمان والاستحسان والاستعظام. وقال أبو أمامة بن سهل: كنا نسمن الأضحية بالمدينة، وكان المسلمون يسمنون، رواه البخاري (٢)، وعن أبي هريرة أن رسول الله قال: «دم عفراء أحب إلى الله من دم سوداوين» رواه أحمد (٣) وابن ماجة، قالوا: والعفراء هي البيضاء بياضا ليس بناصع، فالبيضاء أفضل من غيرها، وغيرها يجزئ أيضا لما ثبت في صحيح البخاري عن أنس أن رسول الله ضحى بكبشين أملحين أقرنين (٤)، وعن أبي سعيد أن رسول الله ضحى بكبش أقرن فحيل، يأكل في سواد، وينظر في سواد، ويمشي في سواد (٥)، رواه أهل السنن وصححه الترمذي-أي فيه نكتة سوداء في هذه الأماكن.

وفي سنن ابن ماجة عن أبي رافع أن رسول الله ضحى بكبشين عظيمين سمينين أقرنين أملحين موجوءين (٦)، وكذا روى أبو داود وابن ماجة عن جابر: ضحى رسول الله بكبشين أقرنين أملحين موجوءين (٧). قيل: هما الخصيان، وقيل اللذان رض خصياهما ولم يقطعهما، والله أعلم.

وعن علي قال: أمرنا رسول الله أن نستشرف العين والأذن، وأن لا نضحي بمقابلة ولا مدابرة ولا شرقاء ولا خرقاء (٨)، رواه أحمد وأهل السنن، وصححه


(١) انظر تفسير الطبري ٩/ ١٤٦.
(٢) كتاب الأضاحي باب ٧.
(٣) المسند ٢/ ٤١٧.
(٤) أخرجه البخاري في الحج باب ١١٧، ١١٩، ومسلم في الأضاحي حديث ١٧، ١٨.
(٥) أخرجه أبو داود في الأضاحي باب ٣، والترمذي في الأضاحي باب ٤، والنسائي في الضحايا باب ١٤، وابن ماجة في الأضاحي باب ٤.
(٦) أخرجه ابن ماجة في الأضاحي باب ٤، وأحمد في المسند ٦/ ٨، ٣٩١.
(٧) أخرجه أبو داود في الأضاحي باب ٤، وابن ماجة في الأضاحي باب ١.
(٨) أخرجه أبو داود في الأضاحي باب ٦، والترمذي في الأضاحي باب ٦، والنسائي في الضحايا باب ١٢، ١٤، ١٥، وابن ماجة في الأضاحي باب ٨.

<<  <  ج: ص:  >  >>