للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الناس الجنة، فقال «تقوى الله وحسن الخلق». وسئل عن أكثر ما يدخل الناس النار، فقال «الأجوفان: الفم والفرج» (١) وقال أسامة بن شريك: كنت عند رسول الله فجاءته الأعراب من كل مكان، فقالوا: يا رسول الله ما خير ما أعطي الإنسان؟ قال «حسن الخلق» (٢).

وقال يعلى بن سماك عن أم الدرداء عن أبي الدرداء يبلغ به قال: ما شيء أثقل في الميزان من حسن الخلق (٣)، وكذا رواه عطاء عن أم الدرداء به. وعن مسروق عن عبد الله مرفوعا «إن من خياركم أحسنكم أخلاقا» (٤). حدثنا عبد الله بن أبي بدر، حدثنا محمد بن عيسى عن محمد بن أبي سارة عن الحسن بن علي قال: قال رسول الله «إن الله ليعطي العبد من الثواب على حسن الخلق، كما يعطي المجاهد في سبيل الله يغدو عليه الأجر ويروح». وعن مكحول عن أبي ثعلبة مرفوعا «إن أحبكم إلي وأقربكم مني مجلسا أحاسنكم أخلاقا، وإن أبغضكم إلي وأبعدكم مني منزلا في الجنة مساويكم أخلاقا الثرثارون المتشدقون المتفيهقون» (٥) وعن أبي أويس عن محمد بن المنكدر عن جابر مرفوعا «ألا أخبركم بأكملكم إيمانا أحاسنكم أخلاقا الموطئون أكنافا الذين يؤلفون ويألفون».

وقال الليث عن يزيد بن عبد الله بن أسامة عن بكر بن أبي الفرات قال: قال رسول الله «ما حسن الله خلق رجل وخلقه فتطعمه النار». وعن عبد الله بن غالب الحداني عن أبي سعيد مرفوعا «خصلتان لا تجتمعان في مؤمن: البخل وسوء الخلق». وقال ميمون بن مهران عن رسول الله «ما من ذنب أعظم عند الله من سوء الخلق» وذلك أن صاحبه لا يخرج من ذنب إلا وقع في آخر. قال: حدثنا علي بن الجعد، حدثنا أبو المغيرة الأحمسي، حدثنا عبد الرحمن بن إسحاق عن رجل من قريش قال: قال رسول الله «ما من ذنب أعظم عند الله من سوء الخلق، إن الخلق الحسن ليذيب الذنوب. كما تذيب الشمس الجليد، وإن الخلق السيئ ليفسد العمل كما يفسد الخل العسل». وقال عبد الله بن إدريس عن أبيه عن جده عن أبي هريزة مرفوعا «إنكم لا تسعون الناس بأموالكم، ولكن يسعهم منكم بسط وجوه وحسن خلق». وقال محمد بن سيرين: حسن الخلق عون على الدين.

[[فصل في ذم الكبر]]

قال علقمة عن ابن مسعود رفعه «لا يدخل الجنة من في قلبه مثقال حبة من كبر، ولا يدخل


(١) أخرجه أحمد في المسند ٢/ ٢٩١، ٣٩٣.
(٢) أخرجه أحمد في المسند ٤/ ٢٧٨.
(٣) أخرجه أحمد في المسند ٦/ ٤٤٢.
(٤) أخرجه البخاري في الأدب باب ٣٩، ومسلم في الفضائل حديث ٦٨، والترمذي في البر باب ٤٧، وأحمد في المسند ٢/ ٦١، ١٨٩، ١٩٣، ٢١٨.
(٥) أخرجه أحمد في المسند ٤/ ١٩٣.

<<  <  ج: ص:  >  >>