قال ابن إسحاق فيما بلغه عن ابن عباس ﵄ وكعب الأحبار ووهب بن منبه: إن أهل القربة هموا بقتل رسلهم، فجاءهم رجل من أقصى المدينة يسعى، أي لينصرهم من قومه، قالوا: وهو حبيب، وكان يعمل الجرير وهو الحبال وكان رجلا سقيما قد أسرع فيه الجذام، وكان كثير الصدقة يتصدق بنصف كسبه مستقيم الفطرة. وقال ابن إسحاق عن رجل سماه عن الحكم عن مقسم أو عن مجاهد عن ابن عباس ﵄، قال: اسم صاحب يس حبيب، وكان الجذام قد أسرع فيه. وقال الثوري عن عاصم الأحول عن أبي مجلز: كان اسمه حبيب بن مري.
وقال شبيب بن بشر عن عكرمة عن ابن عباس ﵄ قال: اسم صاحب يس حبيب النجار، فقتله قومه. وقال السدي: كان قصارا. وقال عمر بن الحكم: كان إسكافا.
وقال قتادة: كان يتعبد في غار هناك، ﴿قالَ يا قَوْمِ اتَّبِعُوا الْمُرْسَلِينَ﴾ يحض قومه على اتباع الرسل الذين أتوهم ﴿اِتَّبِعُوا مَنْ لا يَسْئَلُكُمْ أَجْراً﴾ أي على إبلاغ الرسالة وهم مهتدون فيما يدعونكم إليه من عبادة الله وحده لا شريك له ﴿وَما لِيَ لا أَعْبُدُ الَّذِي فَطَرَنِي﴾ أي وما يمنعني من إخلاص العبادة للذي خلقني وحده لا شريك له ﴿وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ﴾ أي يوم المعاد، فيجازيكم على أعمالكم إن خيرا فخير وإن شرا فشر ﴿أَأَتَّخِذُ مِنْ دُونِهِ آلِهَةً﴾ استفهام إنكار وتوبيخ وتقريع ﴿إِنْ يُرِدْنِ الرَّحْمنُ بِضُرٍّ لا تُغْنِ عَنِّي شَفاعَتُهُمْ شَيْئاً وَلا يُنْقِذُونِ﴾ أي هذه الآلهة