هَذَا مَثَلٌ ضَرَبَهُ اللَّهُ تَعَالَى لِأَعْمَالِ الكفار الذين عبدوا معه غَيْرَهُ، وَكَذَّبُوا رُسُلَهُ، وَبَنَوْا أَعْمَالَهُمْ عَلَى غَيْرِ أَسَاسٍ صَحِيحٍ، فَانْهَارَتْ وَعَدِمُوهَا أَحْوَجَ مَا كَانُوا إِلَيْهَا، فَقَالَ تَعَالَى: مَثَلُ الَّذِينَ كَفَرُوا بِرَبِّهِمْ أَعْمالُهُمْ أي مثل أعمالهم يَوْمَ الْقِيَامَةِ إِذَا طَلَبُوا ثَوَابَهَا مِنَ اللَّهِ تعالى، لأنهم كانوا يحسبون أنهم كانوا عَلَى شَيْءٍ فَلَمْ يَجِدُوا شَيْئًا، وَلَا أَلْفَوْا حَاصِلًا إِلَّا كَمَا يُتَحَصَّلُ مِنَ الرَّمَادِ إِذَا اشْتَدَّتْ بِهِ الرِّيحُ الْعَاصِفَةُ.
فِي يَوْمٍ عاصِفٍ أي ذي ريح شديدة عاصفة قوية، فلم يقدروا على شيء من أعمالهم التي كسبوا فِي الدُّنْيَا إِلَّا كَمَا يَقْدِرُونَ عَلَى جَمْعِ هذا الرماد في هذا اليوم، كَقَوْلِهِ تَعَالَى: