للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

قال أبو القاسم الطبراني أراد الحبش.

[فصل في الخمول والتواضع]

وذلك متعلق بوصية لقمان لابنه. وقد جمع في ذلك الحافظ أبو بكر بن أبي الدنيا كتابا مفردا، ونحن نذكر منه مقاصده، قال: حدثنا إبراهيم بن المنذر، حدثنا عبد الله بن موسى المدني عن أسامة بن زيد بن حفص بن عبد الله بن أنس عن جده أنس بن مالك، سمعت رسول الله يقول «رب أشعث ذي طمرين يصفح عن أبواب الناس إذا أقسم على الله لأبره» ثم رواه من حديث جعفر بن سليمان عن ثابت، وعلي بن زيد عن أنس عن النبي فذكره، وزاد «منهم البراء بن مالك».

وقال أبو بكر بن سهل التميمي: حدثنا ابن أبي مريم، حدثنا نافع بن زيد عن عياش بن عباس عن عيسى بن عبد الرحمن، عن زيد بن أسلم عن أبيه عن عمر أنه دخل المسجد، فإذا هو بمعاذ بن جبل يبكي عند قبر رسول الله فقال له: ما يبكيك يا معاذ؟ قال: حديث سمعته عن رسول الله : سمعته يقول «إن اليسير من الرياء شرك، وإن الله يحب الأتقياء الأخفياء الأثرياء، الذين إذا غابوا لم يفتقدوا، وإذا حضروا لم يعرفوا، قلوبهم مصابيح الهدى، ينجون من كل غبراء مظلمة».

حدثنا الوليد بن شجاع، حدثنا عفان بن علي عن حميد بن عطاء الأعرج عن عبد الله بن الحارث عن عبد الله بن مسعود ، عن النبي قال «رب ذي طمرين لا يؤبه له لو أقسم على الله لأبره، لو قال: اللهم إني أسألك الجنة لأعطاه الجنة، ولم يعطه من الدنيا شيئا».

وقال أيضا: حدثنا إسحاق بن إبراهيم، حدثنا أبو معاوية عن الأعمش عن سالم بن أبي الجعد قال: قال رسول الله «إن من أمتي من لو أتى باب أحدكم يسأله دينارا أو درهما أو فلسا لم يعطه، ولو سأل الله الجنة لأعطاه إياها، ولو سأله الدنيا لم يعطه إياها، ولم يمنعها إياه لهوانه عليه، ذو طمرين لا يؤبه له لو أقسم على الله لأبره» وهذا مرسل من هذا الوجه.

وقال أيضا: حدثنا إسحاق ابن إبراهيم، أخبرنا جعفر بن سليمان، حدثنا عوف قال: قال أبو هريرة، قال: قال رسول الله «إن من ملوك الجنة من هو أشعث أغبر ذو طمرين لا يؤبه له الذين إذا استأذنوا على الأمراء لم يؤذن لهم، وإذا خطبوا النساء لم ينكحوا، وإذا قالوا لم ينصت لهم، حوائج أحدهم تتجلجل في صدره، لو قسم نوره يوم القيامة بين الناس لوسعهم».

قال: وأنشدني عمر بن شبة عن ابن عائشة قال: قال عبد الله بن المبارك [الطويل]:

ألا رب ذي طمرين في منزل غدا … زرابيّه مبثوثة ونمارقه

قد اطّردت أنهاره حول قصره … وأشرق والتفّت عليه حدائقه

<<  <  ج: ص:  >  >>