للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

كَانَ يَهُودِيًّا فَأَسْلَمَ وَحَسُنَ إِسْلَامُهُ وَكَانَ يَرَى أَنَّهُ مِنْ عُلَمَائِهِمْ فَسَأَلَهُ عُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ عَنْ ذَلِكَ قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ كَعْبٍ وَأَنَا عِنْدَ عُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ فَقَالَ لَهُ عُمَرُ أَيُّ ابْنَيْ إِبْرَاهِيمَ أُمِرَ بِذَبْحِهِ فَقَالَ إِسْمَاعِيلُ وَاللَّهِ يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ وَإِنَّ يَهُودَ لَتَعْلَمُ بِذَلِكَ وَلَكِنَّهُمْ يَحْسُدُونَكُمْ مَعْشَرَ الْعَرَبِ عَلَى أَنْ يَكُونَ أَبَاكُمُ الَّذِي كَانَ مِنْ أَمْرِ الله فيه والفضل الذي ذكر الله تعالى مِنْهُ لِصَبْرِهِ لِمَا أُمِرَ بِهِ فَهُمْ يَجْحَدُونَ ذلك ويزعمون أنه إسحاق لكون إسحاق أباهم وَاللَّهُ أَعْلَمُ أَيُّهُمَا كَانَ وَكُلٌّ قَدْ كَانَ طَاهِرًا طَيِّبًا مُطِيعًا لِلَّهِ عَزَّ وَجَلَّ.

وَقَالَ عَبْدُ اللَّهِ ابْنُ الْإِمَامِ أَحْمَدَ بْنِ حَنْبَلٍ رَحِمَهُ اللَّهُ سَأَلْتُ أبي عن الذبيح هل هُوَ إِسْمَاعِيلُ أَوْ إِسْحَاقُ فَقَالَ إِسْمَاعِيلُ ذَكَرَهُ فِي كِتَابِ الزُّهْدِ. وَقَالَ ابْنُ أَبِي حَاتِمٍ وَسَمِعْتُ أَبِي يَقُولُ الصَّحِيحُ أَنَّ الذَّبِيحَ إِسْمَاعِيلُ عليه الصلاة والسلام قَالَ وَرُوِيَ عَنْ عَلِيٍّ وَابْنِ عُمَرَ وَأَبِي هُرَيْرَةَ وَأَبِي الطُّفَيْلِ وَسَعِيدِ بْنِ الْمُسَيَّبِ وَسَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ وَالْحَسَنِ وَمُجَاهِدٍ وَالشَّعْبِيِّ وَمُحَمَّدِ بْنِ كَعْبٍ الْقُرَظِيِّ وَأَبِي جَعْفَرٍ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ وأبي صالح رضي الله عنهم أَنَّهُمْ قَالُوا الذَّبِيحُ إِسْمَاعِيلُ. وَقَالَ الْبَغَوِيُّ فِي تَفْسِيرِهِ وَإِلَيْهِ ذَهَبَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ وَسَعِيدُ بْنُ الْمُسَيَّبَ وَالسُّدِّيُّ وَالْحَسَنُ الْبَصْرِيُّ وَمُجَاهِدٌ وَالرَّبِيعُ بْنُ أَنَسٍ وَمُحَمَّدُ بْنُ كَعْبٍ الْقُرَظِيُّ وَالْكَلْبِيُّ وَهُوَ رِوَايَةٌ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ وَحَكَاهُ أَيْضًا عَنْ أَبِي عَمْرِو بْنِ الْعَلَاءِ.

وَقَدْ رَوَى ابْنُ جَرِيرٍ «١» فِي ذَلِكَ حَدِيثًا غَرِيبًا فَقَالَ حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ عَمَّارٍ الرَّازِيُّ حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُبَيْدِ بْنِ أَبِي كَرِيمَةَ حَدَّثَنَا عُمَرُ بْنُ عَبْدِ الرَّحِيمِ الْخَطَّابِيُّ عَنْ عُبَيْدِ الله بن محمد العتبي من ولد عتبة بْنِ أَبِي سُفْيَانَ عَنْ أَبِيهِ حَدَّثَنِي عَبْدُ اللَّهِ بْنُ سَعِيدٍ عَنِ الصُّنَابِحِيِّ قَالَ كُنَّا عِنْدَ مُعَاوِيَةَ بْنِ أَبِي سُفْيَانَ فَذَكَرُوا الذَّبِيحَ إِسْمَاعِيلُ أَوْ إِسْحَاقُ فَقَالَ عَلَى الْخَبِيرِ سَقَطْتُمْ: كُنَّا عِنْدَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَجَاءَهُ رَجُلٌ فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ عُدْ عَلَيَّ مِمَّا أَفَاءَ اللَّهُ عَلَيْكَ يَا ابْنَ الذَّبِيحَيْنِ فَضَحِكَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقِيلَ لَهُ يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ وَمَا الذَّبِيحَانِ؟ فَقَالَ إِنَّ عَبْدَ الْمُطَّلِبِ لَمَّا أمر بحفر زمزم نذر الله إن سهل الله له أَمْرَهَا عَلَيْهِ لَيَذْبَحَنَ أَحَدَ وَلَدِهِ قَالَ فَخَرَجَ السَّهْمُ عَلَى عَبْدِ اللَّهِ فَمَنَعَهُ أَخْوَالُهُ وَقَالُوا افْدِ ابْنَكَ بِمِائَةٍ مِنَ الْإِبِلِ فَفَدَاهُ بِمِائَةٍ من الإبل والثاني إسماعيل «٢» .

وَهَذَا حَدِيثٌ غَرِيبٌ جِدًّا وَقَدْ رَوَاهُ الْأُمَوِيُّ فِي مَغَازِيهِ حَدَّثَنَا بَعْضُ أَصْحَابِنَا أَخْبَرَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُبَيْدِ بْنِ أَبِي كَرِيمَةَ حَدَّثَنَا عُمَرُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْقُرَشِيُّ حَدَّثَنَا عَبِيدُ اللَّهِ بن محمد العتبي من ولد عتبة بن أَبِي سُفْيَانَ حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ سَعِيدٍ حدثنا الصنابحي قال حضرنا مجلس معاوية رضي الله عنه فَتَذَاكَرَ الْقَوْمُ إِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاقَ وَذَكَرَهُ، كَذَا كَتَبْتُهُ مِنْ نُسْخَةٍ مَغْلُوطَةٍ وَإِنَّمَا عَوَّلَ ابْنُ جَرِيرٍ فِي اخْتِيَارِهِ أَنَّ الذَّبِيحَ إِسْحَاقُ عَلَى قَوْلِهِ تعالى: فَبَشَّرْناهُ بِغُلامٍ حَلِيمٍ فجعل


(١) تفسير الطبري ١٠/ ٥١٤.
(٢) لفظ الطبري: ففداه بمائة من الإبل، وإسماعيل الثاني.

<<  <  ج: ص:  >  >>