للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

عَلَيْنَا مَا كَانَ بَيْنَنَا فِي الدُّنْيَا مَعَ خواص الذنوب؟ قال صلى الله عليه وسلم: «نَعَمْ لَيُكَرَّرَنَ عَلَيْكُمْ حَتَّى يُؤَدَّى إِلَى كُلِّ ذي حق حقه» قال الزبير رضي الله عنه: وَاللَّهِ إِنَّ الْأَمْرَ لَشَدِيدٌ، وَرَوَاهُ التِّرْمِذِيُّ مِنْ حَدِيثِ مُحَمَّدِ بْنِ عَمْرٍو بِهِ وَقَالَ حَسَنٌ صَحِيحٌ.

وَقَالَ الْإِمَامُ أَحْمَدُ «١» : حَدَّثَنَا قُتَيْبَةُ بْنُ سَعِيدٍ حَدَّثَنَا ابْنُ لَهِيعَةَ عَنْ أَبِي عُشَّانَةَ عَنْ عُقْبَةَ بْنِ عَامِرٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «أَوَّلُ الْخَصْمَيْنِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ جَارَانِ» تَفَرَّدَ بِهِ أَحْمَدُ.

وَقَالَ الْإِمَامُ أَحْمَدُ «٢» أَيْضًا: حَدَّثَنَا حَسَنُ بْنُ مُوسَى حَدَّثَنَا ابْنُ لَهِيعَةَ حَدَّثَنَا دَرَّاجٍ عَنْ أَبِي الْهَيْثَمِ عَنْ أَبِي سَعِيدٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ إِنَّهُ لَيَخْتَصِمُ حَتَّى الشَّاتَانِ فِيمَا انْتَطَحَتَا» تَفَرَّدَ به أحمد رحمه الله.

وَفِي الْمُسْنَدِ «٣» عَنْ أَبِي ذَرٍّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ أَنَّهُ قَالَ: رَأَى رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم شاتين تنتطحان فقال:

«أتدري فيم تنتطحان يا أبا ذر؟» قلت: لا قال صلى الله عليه وسلم: «ولكن اللَّهَ يَدْرِي وَسَيَحْكُمُ بَيْنَهُمَا» وَقَالَ الْحَافِظُ أَبُو بَكْرٍ الْبَزَّارُ حَدَّثَنَا سَهْلُ بْنُ بَحْرٍ حَدَّثَنَا حَيَّانُ بْنُ أَغْلَبَ حَدَّثَنَا أَبِي حَدَّثَنَا ثَابِتٌ عَنْ أَنَسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ «يُجَاءُ بالإمام الجائر الْخَائِنِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فَتُخَاصِمُهُ الرَّعِيَّةُ فَيَفْلُجُونَ عَلَيْهِ فَيُقَالُ لَهُ سُدَّ رُكْنًا مِنْ أَرْكَانِ جَهَنَّمَ» ثُمَّ قَالَ الْأَغْلَبُ بْنُ تَمِيمٍ لَيْسَ بِالْحَافِظِ.

وَقَالَ عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَلْحَةَ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا ثُمَّ إِنَّكُمْ يَوْمَ الْقِيامَةِ عِنْدَ رَبِّكُمْ تَخْتَصِمُونَ يَقُولُ: يُخَاصِمُ الصَّادِقُ الكاذب، والمظلوم الظالم، والمهتدي الضَّالَّ، وَالضَّعِيفُ الْمُسْتَكْبِرَ «٤» ، وَقَدْ رَوَى ابْنُ مَنْدَهْ في كتاب «الروح» عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا أَنَّهُ قَالَ:

يَخْتَصِمُ النَّاسُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ حَتَّى تَخْتَصِمَ الرُّوحُ مَعَ الْجَسَدِ فَتَقُولُ الرُّوحُ لِلْجَسَدِ أَنْتَ فَعَلْتَ وَيَقُولُ الْجَسَدُ لِلرُّوحِ أَنْتِ أَمَرْتِ وَأَنْتِ سَوَّلْتِ فَيَبْعَثُ اللَّهُ مَلَكًا يَفْصِلُ بَيْنَهُمَا فَيَقُولُ لَهُمَا إِنْ مَثَلَكُمَا كَمَثَلِ رَجُلٍ مُقْعَدٍ بَصِيرٍ وَالْآخَرُ ضَرِيرٌ دَخَلَا بُسْتَانًا فَقَالَ الْمُقْعَدُ لِلضَّرِيرِ إِنِّي أَرَى هَاهُنَا ثِمَارًا وَلَكِنْ لَا أَصِلُ إِلَيْهَا فَقَالَ لَهُ الضَّرِيرُ ارْكَبْنِي فَتَنَاوَلْهَا فَرَكِبَهُ فَتَنَاوَلَهَا فَأَيُّهُمَا الْمُعْتَدِي؟

فَيَقُولَانِ كِلَاهُمَا فَيَقُولُ لَهُمَا الْمَلَكُ فَإِنَّكُمَا قَدْ حَكَمْتُمَا عَلَى أَنْفُسِكُمَا، يَعْنِي أن الجسد للروح كالمطية وهي رَاكِبُهُ.

وَقَالَ ابْنُ أَبِي حَاتِمٍ حَدَّثَنَا جَعْفَرُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ عَوْسَجَةَ حَدَّثَنَا ضِرَارٌ حَدَّثَنَا أَبُو سَلَمَةَ الْخُزَاعِيُّ مَنْصُورُ بْنُ سَلَمَةَ حَدَّثَنَا الْقُمِّيُّ- يَعْنِي يَعْقُوبَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ عَنْ جعفر بن المغيرة عن سعيد بن


(١) المسند ٤/ ١٥١.
(٢) المسند ٣/ ٢٩.
(٣) . ٥/ ١٦٢.
(٤) انظر تفسير الطبري ١١/ ٣.

<<  <  ج: ص:  >  >>