للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

والجوزجاني منكر الحديث، وقال أحمد: تركت حديثه لاضطرابه، وروى خمسة عشر حديثا منكرة كلها ما أعرف منها حديثا واحدا يشبه حديثه حديث الحسن-يعني البصري-لا يشبه حديث أنس.

وقال ابن جرير (١): حدثني يعقوب حدثنا ابن علية عن أبي رجاء قال: سمعت الحسن يقول ﴿وَهَدَيْناهُ النَّجْدَيْنِ﴾ قال: ذكر لنا أن نبي الله كان يقول: «يا أيها الناس إنهما النجدان نجد الخير ونجد الشر، فما جعل نجد الشر أحب إليكم من نجد الخير» وكذا رواه حبيب ابن الشهيد ومعمر ويونس بن عبيد وأبو وهب عن الحسن مرسلا، وهكذا أرسله قتادة وقال ابن أبي حاتم حدثنا أحمد بن عصام الأنصاري حدثنا أبو أحمد الزبيري حدثنا عيسى بن عفان عن أبيه عن ابن عباس في قوله تعالى: ﴿وَهَدَيْناهُ النَّجْدَيْنِ﴾ قال الثديين، وروي عن الربيع بن خثيم وقتادة وأبي حازم مثل ذلك، ورواه ابن جرير عن أبي كريب عن وكيع عن عيسى بن عفان به ثم قال:

والصواب القول الأول، ونظير هذه الآية قوله تعالى: ﴿إِنّا خَلَقْنَا الْإِنْسانَ مِنْ نُطْفَةٍ أَمْشاجٍ نَبْتَلِيهِ فَجَعَلْناهُ سَمِيعاً بَصِيراً إِنّا هَدَيْناهُ السَّبِيلَ إِمّا شاكِراً وَإِمّا كَفُوراً﴾ [الإنسان: ٢ - ٣].

[[سورة البلد (٩٠): الآيات ١١ إلى ٢٠]]

﴿فَلا اِقْتَحَمَ الْعَقَبَةَ (١١) وَما أَدْراكَ مَا الْعَقَبَةُ (١٢) فَكُّ رَقَبَةٍ (١٣) أَوْ إِطْعامٌ فِي يَوْمٍ ذِي مَسْغَبَةٍ (١٤) يَتِيماً ذا مَقْرَبَةٍ (١٥) أَوْ مِسْكِيناً ذا مَتْرَبَةٍ (١٦) ثُمَّ كانَ مِنَ الَّذِينَ آمَنُوا وَتَواصَوْا بِالصَّبْرِ وَتَواصَوْا بِالْمَرْحَمَةِ (١٧) أُولئِكَ أَصْحابُ الْمَيْمَنَةِ (١٨) وَالَّذِينَ كَفَرُوا بِآياتِنا هُمْ أَصْحابُ الْمَشْأَمَةِ (١٩) عَلَيْهِمْ نارٌ مُؤْصَدَةٌ (٢٠)

قال ابن جرير (٢): حدثني عمر بن إسماعيل بن مجالد، حدثنا عبد الله بن إدريس عن أبيه عن أبي عطية عن ابن عمر في قوله تعالى: ﴿فَلا اقْتَحَمَ﴾ أي دخل ﴿الْعَقَبَةَ﴾ قال:

جبل في جهنم. وقال كعب الأحبار: ﴿فَلا اقْتَحَمَ الْعَقَبَةَ﴾ هو سبعون درجة في جهنم وقال الحسن البصري: ﴿فَلا اقْتَحَمَ الْعَقَبَةَ﴾ قال عقبة في جهنم، وقال قتادة: إنها عقبة قحمة شديدة فاقتحموها بطاعة الله تعالى. وقال قتادة: ﴿وَما أَدْراكَ مَا الْعَقَبَةُ﴾ ثم أخبر تعالى عن اقتحامها فقال ﴿فَكُّ رَقَبَةٍ أَوْ إِطْعامٌ﴾ وقال ابن زيد ﴿فَلا اقْتَحَمَ الْعَقَبَةَ﴾ أي أفلا سلك الطريق التي فيها النجاة والخير ثم بينها فقال تعالى: ﴿وَما أَدْراكَ مَا الْعَقَبَةُ فَكُّ رَقَبَةٍ أَوْ إِطْعامٌ﴾ قرئ فك رقبة بالإضافة، وقرئ على أنه فعل وفيه ضمير الفاعل والرقبة مفعوله، وكلتا القراءتين معناهما متقارب.

قال الإمام أحمد (٣): حدثنا علي بن إبراهيم، حدثنا عبد الله يعني ابن سعيد بن أبي هند عن إسماعيل بن أبي حكيم، مولى آل الزبير عن سعيد بن مرجانة أنه سمع أبا هريرة يقول: قال


(١) تفسير الطبري ١٢/ ٥٩٢.
(٢) تفسير الطبري ١٢/ ٥٩٢.
(٣) المسند ٢/ ٤٢٢.

<<  <  ج: ص:  >  >>