للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

رسول الله : «من أعتق رقبة مؤمنة أعتق الله بكل إرب-أي عضو-منها إربا منه من النار حتى أنه ليعتق باليد اليد وبالرجل الرجل وبالفرج الفرج» (١).

فقال علي بن الحسين: أنت سمعت هذا من أبي هريرة؟ فقال سعيد: نعم. فقال علي بن الحسين لغلام له أفره غلمانه: ادع مطرفا، فلما قام بين يديه قال: اذهب فأنت حر لوجه الله، وقد رواه البخاري، ومسلم والترمذي والنسائي من طرق عن سعيد بن مرجانة به، وعند مسلم أن هذا الغلام الذي أعتقه علي بن الحسين زين العابدين كان قد أعطي فيه عشرة آلاف درهم.

وقال قتادة عن سالم بن أبي الجعد عن معدان بن أبي طلحة عن أبي نجيح قال: سمعت رسول الله يقول: أيّما مسلم أعتق رجلا مسلما فإن الله جاعل وفاء كل عظم من عظامه عظما من عظامه محررا من النار، وأيما امرأة أعتقت امرأة مسلمة فإن الله جاعل وفاء كل عظم من عظامها عظما من عظامها من النار» رواه ابن جرير (٢) هكذا وأبو نجيح هذا هو عمرو بن عبسة السلمي .

قال الإمام أحمد (٣): حدثنا حيوة بن شريح، حدثنا بقية حدثني بجير بن سعد عن خالد بن معدان عن كثير بن مرة عن عمرو بن عبسة أنه حدثهم أن النبي قال: «من بنى مسجدا ليذكر الله فيه بنى الله له بيتا في الجنة. ومن أعتق نفسا مسلمة كانت فديته من جهنم، ومن شاب شيبة في الإسلام كانت له نورا يوم القيامة».

[طريق أخرى] قال أحمد (٤): حدثنا الحكم بن نافع، حدثنا حريز عن سليم بن عامر أن شرحبيل بن السمط قال لعمرو بن عبسة: حدثنا حديثا ليس فيه تزيد ولا نسيان. قال عمرو:

سمعت رسول الله يقول: «من أعتق رقبة مسلمة كانت فكاكه من النار عضوا بعضو، ومن شاب شيبة في سبيل الله كانت له نورا يوم القيامة، ومن رمى بسهم فبلغ فأصاب أو أخطأ كان كمعتق رقبة من بني إسماعيل» (٥) وروى أبو داود والنسائي بعضه.

[طريق أخرى] قال أحمد (٦): حدثنا هاشم بن القاسم، حدثنا الفرج، حدثنا لقمان عن أبي أمامة عن عمرو بن عبسة، قال السلمي: قلت له: حدثنا حديثا سمعته من رسول الله ليس فيه انتقاص ولا وهم، قال سمعته يقول: «من ولد له ثلاثة أولاد في الإسلام فماتوا قبل أن يبلغوا الحنث أدخله الله الجنة بفضل رحمته إياهم، ومن شاب شيبة في سبيل الله كانت له نورا


(١) أخرجه مسلم في الكفارات باب ٦، ومسلم في العتق حديث ٢٢، ٢٣، والترمذي في النذور باب ١٤.
(٢) تفسير الطبري ١٢/ ٥٩٣.
(٣) المسند ٤/ ٣٨٦.
(٤) المسند ٤/ ١١٣.
(٥) أخرجه أبو داود في العتاق باب ١٤، والترمذي في النذور باب ٢٠، وابن ماجة في العتق باب ٤.
(٦) المسند ٤/ ٣٨٦.

<<  <  ج: ص:  >  >>