للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

مسلم والنسائي من حديث سفيان بن عيينة بإسناده مثله.

آخر تفسير سورة اقتربت ولله الحمد والمنة وبه التوفيق والعصمة.

[تفسير سورة الرحمن]

وهي مكية

قال الإمام أحمد (١): حدثنا عفان، حدثنا حماد عن عاصم عن زر أن رجلا قال لابن مسعود: كيف تعرف هذا الحرف من ماء غير آسن أو آسن؟ فقال: كل القرآن قد قرأت. قال:

إني لأقرأ المفصل في ركعة واحدة، فقال: أهذا كهذا الشعر لا أبالك؟ قد علمت. قرائن النبي التي كان يقرن قرينتين قرينتين من أول المفصل، وكان أول مفصل ابن مسعود ﴿الرَّحْمنُ﴾.

وقال أبو عيسى الترمذي: حدثنا عبد الرحمن بن واقد وأبو مسلم السعدي، حدثنا الوليد بن مسلم عن زهير بن محمد، عن محمد بن المنكدر عن جابر قال: خرج رسول الله على أصحابه فقرأ عليهم سورة الرحمن من أولها إلى آخرها فسكتوا فقال: «لقد قرأتها على الجن ليلة الجن فكانوا أحسن مردودا منكم، كنت كلما أتيت على قوله: ﴿فَبِأَيِّ آلاءِ رَبِّكُما تُكَذِّبانِ﴾ قالوا لا بشيء من نعمك ربنا نكذب فلك الحمد» (٢) ثم قال هذا حديث غريب لا نعرفه إلا من حديث الوليد بن مسلم عن زهير بن محمد، ثم حكي عن الإمام أحمد أنه كان لا يعرفه، ينكر رواية أهل الشام عن زهير بن محمد هذا، ورواه الحافظ أبو بكر البزار عن عمرو بن مالك عن الوليد بن مسلم، وعن عبد الله بن أحمد بن شبويه عن هشام بن عمارة، كلاهما عن الوليد بن مسلم به ثم قال: لا نعرفه يروى إلا من هذا الوجه.

وقال أبو جعفر بن جرير (٣): حدثنا محمد بن عباد بن موسى وعمرو بن مالك البصري قالا: حدثنا يحيى بن سليم عن إسماعيل بن أمية عن نافع عن ابن عمر أن رسول الله قرأ سورة الرحمن أو قرئت عنده فقال: «ما لي أسمع الجن أحسن جوابا لربها منكم؟» قالوا:

وما ذاك يا رسول الله؟ قال: «ما أتيت على قول الله تعالى: ﴿فَبِأَيِّ آلاءِ رَبِّكُما تُكَذِّبانِ﴾ إلا قالت الجن لا بشيء من نعم ربنا نكذب» ورواه الحافظ البزار عن عمرو بن مالك به، ثم قال:

لا نعلمه يروى عن النبي إلا من هذا الوجه بهذا الإسناد.


(١) المسند ١/ ٤١٢.
(٢) أخرجه الترمذي في تفسير سورة ٥٥ باب ١.
(٣) تفسير الطبري ١١/ ٥٨٢.

<<  <  ج: ص:  >  >>