للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

جعفر، عن يزيد بن أبي حبيب، عن سويد بن قيس، عن معاوية بن حديج، عن أبي ذر ، قال: قال رسول الله «ليس من فرس عربي إلا يؤذن له مع كل فجر يدعو بدعوتين يقول: اللهم إنك خولتني من خولتني من بني آدم، فاجعلني من أحب ماله وأهله إليه، أو أحب أهله وماله إليه».

وقوله تعالى ﴿وَالْأَنْعامِ﴾ يعني الإبل والبقر والغنم، ﴿وَالْحَرْثِ﴾ يعني الأرض المتخذة للغراس والزراعة، وقال الإمام أحمد (١): حدثنا روح بن عبادة، حدثنا أبو نعامة العدوي، عن مسلم بن بديل، عن إياس بن زهير، عن سويد بن هبيرة، عن النبي ، قال «خير مال امرئ له مهرة مأمورة أو سكة مأبورة» المأمورة: الكثيرة النسل، والسكة:

النخل المصطف، والمأبورة: الملقحة.

ثم قال تعالى: ﴿ذلِكَ مَتاعُ الْحَياةِ الدُّنْيا﴾ أي إنما هذا زهرة الحياة الدنيا وزينتها الفانية الزائلة ﴿وَاللهُ عِنْدَهُ حُسْنُ الْمَآبِ﴾ أي حسن المرجع والثواب.

وقد قال ابن جرير (٢): حدثنا ابن حميد، حدثنا جرير عن عطاء، عن أبي بكر بن حفص بن عمر بن سعد. قال: قال عمر بن الخطاب لما نزلت ﴿زُيِّنَ لِلنّاسِ حُبُّ الشَّهَواتِ﴾ قلت: الآن يا رب حين زينتها لنا، فنزلت ﴿قُلْ أَأُنَبِّئُكُمْ بِخَيْرٍ مِنْ ذلِكُمْ لِلَّذِينَ اتَّقَوْا﴾، ولهذا قال تعالى:

﴿قُلْ أَأُنَبِّئُكُمْ بِخَيْرٍ مِنْ ذلِكُمْ﴾ أي قل يا محمد للناس: أأخبركم بخير مما زين للناس في هذه الحياة الدنيا من زهرتها ونعيمها الذي هو زائل لا محالة، ثم أخبر عن ذلك فقال: ﴿لِلَّذِينَ اتَّقَوْا عِنْدَ رَبِّهِمْ جَنّاتٌ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهارُ﴾ أي تنخرق بين جوانبها وأرجائها الأنهار من أنواع الأشربة من العسل واللبن والخمر والماء وغير ذلك مما لا عين رأت ولا أذن سمعت، ولا خطر على قلب بشر ﴿خالِدِينَ فِيها﴾ أي ماكثين فيها أبد الآباد لا يبغون عنها حولا، ﴿وَأَزْواجٌ مُطَهَّرَةٌ﴾ أي من الدنس والخبث والأذى والحيض والنفاس وغير ذلك مما يعتري نساء الدنيا ﴿وَرِضْوانٌ مِنَ اللهِ﴾ أي يحل عليهم رضوانه فلا يسخط عليهم بعده أبدا، ولهذا قال تعالى في الآية الأخرى التي في براءة ﴿وَرِضْوانٌ مِنَ اللهِ أَكْبَرُ﴾ [التوبة: ١٠٩] أي أعظم مما أعطاهم من النعيم المقيم، ثم قال تعالى: ﴿وَاللهُ بَصِيرٌ بِالْعِبادِ﴾ أي يعطي كلا بحسب ما يستحقه من العطاء.

[[سورة آل عمران (٣): الآيات ١٦ إلى ١٧]]

﴿الَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنا إِنَّنا آمَنّا فَاغْفِرْ لَنا ذُنُوبَنا وَقِنا عَذابَ النّارِ (١٦) الصّابِرِينَ وَالصّادِقِينَ وَالْقانِتِينَ وَالْمُنْفِقِينَ وَالْمُسْتَغْفِرِينَ بِالْأَسْحارِ (١٧)

يصف عباده المتقين الذين وعدهم الثواب الجزيل، فقال تعالى:


(١) المسند (ج ٣ ص ٤٦٨)
(٢) تفسير الطبري ٣/ ١٩٨.

<<  <  ج: ص:  >  >>