للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

السَّلَامُ هِيَ الْكَرْمُ. وَكَذَا قَالَ سَعِيدُ بْنُ جُبَيْرٍ وَالسُّدِّيُّ وَالشَّعْبِيُّ وَجَعْدَةُ بْنُ هُبَيْرَةَ وَمُحَمَّدُ بْنُ قَيْسٍ.

وَقَالَ السُّدِّيُّ أَيْضًا فِي خَبَرٍ ذَكَرَهُ عَنْ أَبِي مَالِكٍ وَعَنْ أَبِي صَالِحٍ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ وَعَنْ مُرَّةَ عَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ وَعَنْ نَاسٍ مِنَ الصَّحَابَةِ وَلا تَقْرَبا هذِهِ الشَّجَرَةَ هِيَ الْكَرْمُ «١» . وَتَزْعُمُ يَهُودُ أَنَّهَا الْحِنْطَةُ.

وَقَالَ ابْنُ جَرِيرٍ وَابْنُ أَبِي حَاتِمٍ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ بْنِ سَمُرَةَ الْأَحْمَسِيُّ حَدَّثَنَا أَبُو يَحْيَى الْحِمَّانِيُّ حَدَّثَنَا النَّضْرُ أَبُو عُمَرَ الْخَرَّازُ عَنْ عِكْرِمَةَ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: الشَّجَرَةُ الَّتِي نُهِيَ عَنْهَا آدَمُ عَلَيْهِ السَّلَامُ هِيَ السُّنْبُلَةُ «٢» . وَقَالَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ: أَنْبَأَنَا ابْنُ عُيَيْنَةَ وَابْنُ الْمُبَارَكِ عَنِ الْحَسَنِ بْنِ عُمَارَةَ عن المنهال بن عمر عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: هِيَ السُّنْبُلَةُ. وَقَالَ مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ عَنْ رَجُلٍ مِنْ أَهْلِ الْعِلْمِ عَنْ حَجَّاجٍ عَنْ مُجَاهِدٍ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: هِيَ الْبُرُّ وَقَالَ ابْنُ جَرِيرٍ:

وَحَدَّثَنِي الْمُثَنَّى بْنُ إِبْرَاهِيمَ، حَدَّثَنَا مُسْلِمُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، حَدَّثَنَا الْقَاسِمُ حَدَّثَنِي رَجُلٌ مِنْ بَنِي تَمِيمٍ أَنَّ ابْنَ عَبَّاسٍ كَتَبَ إِلَى أَبِي الْجَلْدِ يَسْأَلُهُ عَنِ الشَّجَرَةِ الَّتِي أَكَلَ مِنْهَا آدَمُ وَالشَّجَرَةِ الَّتِي تَابَ عِنْدَهَا آدَمُ فَكَتَبَ إِلَيْهِ أَبُو الْجَلْدِ: سَأَلْتَنِي عَنِ الشَّجَرَةِ الَّتِي نُهِيَ عَنْهَا آدَمُ وَهِيَ السُّنْبُلَةُ، وَسَأَلْتَنِي عَنِ الشَّجَرَةِ الَّتِي تَابَ عِنْدَهَا آدَمُ وَهِيَ الزَّيْتُونَةُ «٣» . وَكَذَلِكَ فَسَّرَهُ الْحَسَنُ الْبَصْرِيُّ وَوَهْبُ بْنُ مُنَبِّهٍ وَعَطِيَّةُ الْعَوفِيُّ وَأَبُو مَالِكٍ وَمُحَارِبُ بْنُ دِثَارٍ وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي لَيْلَى وَقَالَ مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ عَنْ بَعْضِ أَهْلِ الْيَمَنِ عَنْ وَهْبِ بْنِ مُنَبِّهٍ أَنَّهُ كَانَ يَقُولُ: هِيَ الْبُرُّ، وَلَكِنَّ الْحَبَّةَ منها في الجنة ككلى البقر وألين مِنَ الزُّبْدِ وَأَحْلَى مِنَ الْعَسَلِ «٤» . وَقَالَ سُفْيَانُ الثَّوْرِيُّ عَنْ حَصِينٍ عَنْ أَبِي مَالِكٍ وَلا تَقْرَبا هذِهِ الشَّجَرَةَ قَالَ النَّخْلَةُ. وَقَالَ ابْنُ جَرِيرٍ عَنْ مُجَاهِدٍ وَلا تَقْرَبا هذِهِ الشَّجَرَةَ قال التينة «٥» .

وَبِهِ قَالَ قَتَادَةُ وَابْنُ جُرَيْجٍ، وَقَالَ أَبُو جَعْفَرٍ الرَّازِيُّ عَنِ الرَّبِيعِ بْنِ أَنَسٍ عَنْ أبي العالية: كانت شجرة مَنْ أَكَلَ مِنْهَا أَحْدَثَ، وَلَا يَنْبَغِي أَنْ يَكُونَ فِي الْجَنَّةِ حَدَثٌ «٦» . وَقَالَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ: حدثنا عمر بن عبد الرحمن بن مهران قَالَ: سَمِعْتُ وَهْبَ بْنَ مُنَبِّهٍ يَقُولُ: لَمَّا أَسْكَنَ اللَّهُ آدَمَ وَزَوْجَتَهُ الْجَنَّةَ وَنَهَاهُ عَنْ أَكْلِ الشَّجَرَةِ، وَكَانَتْ شَجَرَةً غُصُونُهَا مُتَشَعِّبٌ بَعْضُهَا مِنْ بَعْضٍ، وَكَانَ لَهَا ثَمَرٌ تَأْكُلُهُ الْمَلَائِكَةُ لخلدهم وهي الشَّجَرَةُ الَّتِي نَهَى اللَّهُ عَنْهَا آدَمَ وَزَوْجَتَهُ.

فَهَذِهِ أَقْوَالٌ سِتَّةٌ فِي تَفْسِيرِ هَذِهِ الشَّجَرَةِ. قَالَ الْإِمَامُ أَبُو جَعْفَرِ بْنُ جَرِيرٍ رَحِمَهُ اللَّهُ: وَالصَّوَابُ فِي ذَلِكَ أَنْ يُقَالَ إِنَّ اللَّهَ عز وجل ثَنَاؤُهُ: نَهَى آدَمَ وَزَوْجَتَهُ عَنْ أَكْلِ شَجَرَةٍ بِعَيْنِهَا مِنْ أَشْجَارِ الْجَنَّةِ دُونَ سَائِرِ أَشْجَارِهَا فَأَكَلًا مِنْهَا وَلَا عِلْمَ عِنْدِنَا بِأَيِّ شَجَرَةٍ كَانَتْ عَلَى التَّعْيِينِ، لِأَنَّ اللَّهَ لَمْ يَضَعْ


(١) الطبري ١/ ٢٦٩- ٢٧٠ والدر المنثور ١/ ١٠٧.
(٢) الطبري ١/ ٢٦٨.
(٣) الطبري ١/ ٢٦٩.
(٤) رواه السيوطي في الدر المنثور ١/ ١٠٧. قال: وأخرجه ابن جرير وابن أبي حاتم.
(٥) الذي أخرجه ابن جرير بهذا المعنى هو عن ابن جريج عَنْ بَعْضِ أَصْحَابِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ (الطبري ١/ ٢٧٠) .
وعن مجاهد أخرجه أبو الشيخ، وعن قتادة أخرجه ابن أبي حاتم (الدر المنثور ١/ ١٠٧) .
(٦) الرازي ٣/ ٦.

<<  <  ج: ص:  >  >>