للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

خرجنا من النقبين لا حيّ مثلنا … بآيتنا نزجي اللّقاح المطافلا (١)

وقيل سميت آية لأنها عجب يعجز البشر عن التكلم بمثلها قال سيبويه: وأصلها أيية مثل أكمة وشجرة، تحركت الياء وانفتح ما قبلها فقلبت ألفا فصارت آية بهمزة بعدها مدة وقال الكسائي أصلها آيية على وزن آمنة فقلبت ألفا ثم حذفت لالتباسها وقال الفراء: أصلها أيية بتشديد الياء الأولى فقلبت ألفا كراهية التشديد فصارت آية وجمعها آي وآيات وآياي. وأما الكلمة فهي اللفظة الواحدة وقد تكون على حرفين مثل ما ولا ونحو ذلك. وقد تكون أكثر، وأكثر ما تكون عشرة أحرف مثل ﴿لَيَسْتَخْلِفَنَّهُمْ﴾ و ﴿أَنُلْزِمُكُمُوها﴾ ﴿فَأَسْقَيْناكُمُوهُ﴾. وقد تكون الكلمة الواحدة آية مثل والفجر والضحى والعصر وكذلك ألم وطه ويس وحم في قول الكوفيين وحم عسق عندهم كلمتان وغيرهم لا يسمي هذه آيات بل يقول هذه فواتح السور وقال أبو عمرو الداني لا أعلم كلمة هي وحدها آية إلا قوله تعالى: ﴿مُدْهامَّتانِ﴾ بسورة الرحمن.

[فصل] قال القرطبي: أجمعوا على أنه ليس في القرآن شيء من التراكيب الأعجمية، وأجمعوا أن فيه أعلاما من الأعجمية كإبراهيم ونوح ولوط واختلفوا هل فيه شيء من غير ذلك بالأعجمية فأنكر ذلك الباقلاني والطبري وقالا: ما وقع فيه مما يوافق الأعجمية فهو من باب ما توافقت فيه اللغات.


(١) البيت لبرج بن مسهر الطائي في لسان العرب (أيا)؛ ومقاييس اللغة ١/ ١٦٩؛ وتاج العروس (أيي)؛ وللبرجمي في لسان العرب (قفف)؛ وتاجر العروس (قفف)

<<  <  ج: ص:  >  >>