للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وقال مجاهد في قوله: ﴿وَلا عَلَى الَّذِينَ إِذا ما أَتَوْكَ لِتَحْمِلَهُمْ﴾ نزلت في بني مقرن من مزينة (١)، وقال محمد بن كعب: كانوا سبعة نفر من بني عمرو بن عوف سالم بن عمير، ومن بني واقف حرمي بن عمرو، ومن بني مازن بن النجار عبد الرحمن بن كعب ويكنى أبا ليلى، ومن بني المعلى سلمان بن صخر، ومن بني سلمة عمرو بن غنمة وعبد الله بن عمرو المزني (٢).

وقال محمد بن إسحاق في سياق غزوة تبوك: ثم إن رجالا من المسلمين أتوا رسول الله وهم البكاؤون وهم سبعة نفر من الأنصار وغيرهم، من بني عمرو بن عوف سالم بن عمير وعلية بن زيد أخو بني حارثة، وأبو ليلى عبد الرحمن بن كعب أخو بني مازن بن النجار، وعمرو بن الحمام بن الجموح أخو بني سلمة وعبد الله بن المغفل المزني، وبعض الناس يقول بل هو عبد الله بن عمرو المزني، وحرمي بن عبد الله أخو بني واقف وعياض بن سارية الفزاري، فاستحملوا رسول الله وكانوا أهل حاجة فقال ﴿لا أَجِدُ ما أَحْمِلُكُمْ عَلَيْهِ تَوَلَّوْا وَأَعْيُنُهُمْ تَفِيضُ مِنَ الدَّمْعِ حَزَناً أَلاّ يَجِدُوا ما يُنْفِقُونَ﴾ (٣).

وقال ابن أبي حاتم: حدثنا عمر بن الأودي، حدثنا وكيع عن الربيع عن الحسن قال: قال رسول الله : «لقد خلفتم بالمدينة أقواما ما أنفقتم من نفقة ولا قطعتم واديا ولا نلتم من عدو نيلا إلا وقد شركوكم في الأجر» ثم قرأ ﴿وَلا عَلَى الَّذِينَ إِذا ما أَتَوْكَ لِتَحْمِلَهُمْ قُلْتَ لا أَجِدُ ما أَحْمِلُكُمْ عَلَيْهِ﴾ الآية، وأصل الحديث في الصحيحين من حديث أنس، أن رسول الله قال: «إن بالمدينة أقواما ما قطعتم واديا ولا سرتم سيرا إلا وهم معكم» قالوا وهم بالمدينة؟ قال: «نعم حبسهم العذر» (٤)، وقال الإمام أحمد (٥): حدثنا وكيع حدثنا الأعمش عن أبي سفيان عن جابر قال: قال رسول الله : «لقد خلفتم بالمدينة رجالا ما قطعتم واديا ولا سلكتم طريقا إلا شركوكم في الأجر، حبسهم المرض» (٦) ورواه مسلم وابن ماجة من طرق عن الأعمش به ثم رد تعالى الملامة على الذين يستأذنون في القعود وهم أغنياء، وأنبهم في رضاهم بأن يكونوا مع النساء الخوالف في الرحال ﴿وَطَبَعَ اللهُ عَلى قُلُوبِهِمْ فَهُمْ لا يَعْلَمُونَ﴾.


(١) تفسير الطبري ٦/ ٤٤٦.
(٢) تفسير الطبري ٦/ ٤٤٧.
(٣) سيرة ابن هشام ٢/ ٥١٨.
(٤) أخرجه البخاري في الجهاد باب ٣٥، والمغازي باب ٨١.
(٥) المسند ٣/ ٣٠٠.
(٦) أخرجه مسلم في الإمارة حديث ١٥٩، وابن ماجة في الجهاد باب ٦.

<<  <  ج: ص:  >  >>