للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

أَخْزَى مِنْ أَبِي الْأَبْعَدِ، فَيُقَالُ انْظُرْ إِلَى مَا وَرَاءَكَ فَإِذَا هُوَ بِذِيخٍ مُتَلَطِّخٍ «١» ، أَيْ قد مسخ ضبعا ثُمَّ يُسْحَبُ بِقَوَائِمِهِ وَيُلْقَى فِي النَّارِ.

وَقَوْلُهُ: إِنَّ إِبْراهِيمَ لَأَوَّاهٌ حَلِيمٌ قَالَ سُفْيَانُ الثَّوْرِيُّ وَغَيْرُ وَاحِدٍ: عَنْ عَاصِمِ بْنِ بَهْدَلَةَ عَنْ زِرِّ بْنِ حُبَيْشٍ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ، أَنَّهُ قَالَ الْأَوَّاهُ الدَّعَّاءُ، وَكَذَا رُوِيَ مِنْ غَيْرِ وَجْهٍ: عَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ، وَقَالَ ابْنُ جَرِيرٍ «٢» : حَدَّثَنِي الْمُثَنَّى، حَدَّثَنَا الْحَجَّاجُ بْنُ منهال، حدثني عَبْدُ الْحَمِيدِ بْنُ بَهْرَامٍ، حَدَّثَنَا شَهْرُ بْنُ حَوْشَبٍ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ شَدَّادِ بْنِ الْهَادِ، قَالَ: بَيْنَمَا النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ جَالِسٌ قَالَ:

رَجُلٌ يَا رَسُولَ اللَّهِ مَا الْأَوَّاهُ؟ قَالَ: «الْمُتَضَرِّعُ» قَالَ: إِنَّ إِبْراهِيمَ لَأَوَّاهٌ حَلِيمٌ وَرَوَاهُ ابْنُ أَبِي حَاتِمٍ: مِنْ حَدِيثِ ابْنِ الْمُبَارَكِ عَنْ عبد الحميد بن بهرام به، ولفظه قال الأواه الْمُتَضَرِّعُ الدَّعَّاءُ.

وَقَالَ الثَّوْرِيُّ عَنْ سَلَمَةَ بْنِ كُهَيْلٍ عَنْ مسلم البطين عن أبي الغدير، أَنَّهُ سَأَلَ ابْنَ مَسْعُودٍ عَنِ الْأَوَّاهِ فَقَالَ هُوَ الرَّحِيمُ، وَبِهِ قَالَ مُجَاهِدٌ وَأَبُو مَيْسَرَةَ عمر بن شرحبيل والحسن البصري وقتادة وغيرهما أي الرَّحِيمُ أَيْ بِعِبَادِ اللَّهِ.

وَقَالَ ابْنُ الْمُبَارَكِ عَنْ خَالِدٍ عَنْ عِكْرِمَةَ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: الْأَوَّاهُ الْمُوقِنُ بِلِسَانِ الْحَبَشَةِ، وَكَذَا قَالَ الْعَوْفِيُّ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ أَنَّهُ الْمُوقِنُ، وَكَذَا قَالَ مُجَاهِدٌ وَالضَّحَّاكُ، وَقَالَ عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَلْحَةَ وَمُجَاهِدٌ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ: الْأَوَّاهُ الْمُؤْمِنُ، زاد علي بن أبي طلحة عنه: هو الْمُؤْمِنُ التَّوَّابُ، وَقَالَ الْعَوْفِيُّ عَنْهُ هُوَ الْمُؤْمِنُ بِلِسَانِ الْحَبَشَةِ. وَكَذَا قَالَ ابْنُ جُرَيْجٍ هُوَ المؤمن بلسان الحبشة.

وقال الإمام أَحْمَدُ «٣» : حَدَّثَنَا مُوسَى، حَدَّثَنَا ابْنُ لَهِيعَةَ عَنِ الْحَارِثِ بْنِ يَزِيدَ عَنْ عَلِيِّ بْنِ رَبَاحٍ عَنْ عُقْبَةَ بْنِ عَامِرٍ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ لِرَجُلٍ يُقَالُ لَهُ ذُو الْبِجَادَيْنِ «إِنَّهُ أَوَّاهٌ» وَذَلِكَ أَنَّهُ رجل كان إذا ذكر الله في القرآن رفع صوته بالدعاء، وَرَوَاهُ ابْنُ جَرِيرٍ «٤» . وَقَالَ سَعِيدُ بْنُ جُبَيْرٍ وَالشَّعْبِيُّ: الْأَوَّاهُ الْمُسَبِّحُ، وَقَالَ ابْنُ وَهْبٍ عَنْ مُعَاوِيَةُ بْنُ صَالِحٍ عَنْ أَبِي الزَّاهِرِيَّةِ عَنْ جُبَيْرِ بْنِ نُفَيْرٍ عَنْ أَبِي الدَّرْدَاءِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: لَا يُحَافِظُ عَلَى سُبْحَةِ الضحى إلا الأواه، وقال شفي بن مانع عن أبي أَيُّوبَ، الْأَوَّاهُ الَّذِي إِذَا ذَكَرَ خَطَايَاهُ اسْتَغْفَرَ مِنْهَا، وَعَنْ مُجَاهِدٍ الْأَوَّاهُ الْحَفِيظُ الْوَجِلُ يُذْنِبُ الذَّنْبَ سِرًّا ثُمَّ يَتُوبُ مِنْهُ سِرًّا، ذَكَرَ ذَلِكَ كُلَّهُ ابْنُ أَبِي حَاتِمٍ رَحِمَهُ اللَّهُ. وَقَالَ ابْنُ جَرِيرٍ «٥» : حَدَّثَنَا ابْنُ وَكِيعٍ، حَدَّثَنَا الْمُحَارِبِيُّ عَنْ حَجَّاجٍ عَنِ الْحَكَمِ عَنِ الْحَسَنِ بن مسلم بن بيان، أَنَّ رَجُلًا كَانَ يُكْثِرُ ذِكْرَ اللَّهِ وَيُسَبِّحُ، فَذَكَرَ ذَلِكَ لِلنَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فقال «إنه أواه» .


(١) الذيخ، بكسر الذال: ذكر الضباع، وذيخ متلطخ: أي متلطخ برجيعه أو بالطين.
(٢) تفسير الطبري ٦/ ٤٩٨.
(٣) المسند ٤/ ١٥٩.
(٤) تفسير الطبري ٦/ ٤٩٩.
(٥) تفسير الطبري ٦/ ٤٩٧.

<<  <  ج: ص:  >  >>