للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

جالسا، قال: وتقع أكفانه في حقويه، قال: فيقولان له: من ربك، وما دينك، ومن نبيك؟ قال قالوا: يا رسول الله ومن يطيق الكلام عند ذلك وأنت تصف من الملكين ما تصف؟ قال:

فقال رسول الله : ﴿يُثَبِّتُ اللهُ الَّذِينَ آمَنُوا بِالْقَوْلِ الثّابِتِ فِي الْحَياةِ الدُّنْيا وَفِي الْآخِرَةِ وَيُضِلُّ اللهُ الظّالِمِينَ وَيَفْعَلُ اللهُ ما يَشاءُ﴾ قال فيقول: ربي الله وحده لا شريك له، وديني الإسلام الذي دانت به الملائكة، ونبيي محمد خاتم النبيين.

قال: فيقولان له: صدقت، قال: فيدفعان القبر فيوسعان من بين يديه أربعين ذراعا، وعن يمينه أربعين ذراعا، وعن شماله أربعين ذراعا، ومن عند رأسه أربعين ذراعا، ومن عند رجليه أربعين ذراعا، قال: فيوسعان له مائتي ذراع، قال البرساني: فأحسبه وأربعين ذراعا تحاط به، قال: ثم يقولان له: انظر فوقك، فإذا باب مفتوح إلى الجنة، قال فيقولان له: ولي الله هذا منزلك إذ أطعت الله، فقال رسول الله : «والذي نفس محمد بيده، إنه يصل إلى قلبه عند ذلك فرحة لا ترتد أبدا» ثم يقال له: انظر تحتك، قال: فينظر تحته فإذا باب مفتوح إلى النار -قال-فيقولان: ولي الله نجوت آخر ما عليك-قال: فقال رسول الله -إنه ليصل إلى قلبه عند ذلك فرحة لا ترتد أبدا» قال: قالت عائشة: يفتح له سبعة وسبعون بابا إلى الجنة، يأتيه ريحها وبردها حتى يبعثه الله ﷿.

وبالإسناد المتقدم إلى النبي قال: «ويقول الله تعالى لملك الموت: انطلق إلى عدوي فأتني به، فإني قد بسطت له رزقي، ويسرت له نعمتي، فأبى إلا معصيتي فأتني به، لأنتقم منه، قال: فينطلق إليه ملك الموت في أكره صورة رآها أحد من الناس قط، له ثنتا عشر عينا، ومعه سفود من النار، كثير الشوك ومعه خمسمائة من الملائكة معهم نجاس وجمر من جمر جهنم، ومعهم سياط من نار لينها لين السياط، وهي نار تأجج، قال: فيضربه ملك الموت بذلك السفود ضربة يغيب كل أصل شوكة من ذلك السفود في أصل كل شعرة وعرق وظفر.

قال: ثم يلويه ليا شديدا، قال: فينزع روحه من أظفار قدميه، قال: فيلقيها في عقبيه.

قال: فيسكر عدو الله عند ذلك سكرة فيرفه ملك الموت عنه، قال: وتضرب الملائكة وجهه ودبره بتلك السياط، قال: فيشده ملك الموت شدة فينزع روحه من عقبيه فيلقيها في ركبتيه، ثم يسكر عدو الله عند ذلك سكرة فيرفه ملك الموت عنه، قال: فتضرب الملائكة وجهه ودبره بتلك السياط، قال: فيشده ملك الموت شدّة فينزع روحه من ركبتيه فيلقيها في حقويه، فيسكر عدو الله عند ذلك سكرة فيرفه ملك الموت عنه، قال: فتضرب الملائكة وجهه ودبره بتلك السياط، قال كذلك: إلى صدره ثم كذلك إلى حلقه، قال: ثم تبسط الملائكة ذلك النحاس وجمر جهنم تحت ذقنه.

قال: ويقول ملك الموت: اخرجي أيتها الروح اللعينة إلى سموم وحميم وظل من يحموم لا بارد ولا كريم-قال: فإذا قبض ملك الموت روحه، قال الروح للجسد: جزاك الله عني شرا

<<  <  ج: ص:  >  >>