اقْتَرَبَ لِلنَّاسِ حِسابُهُمْ وَهُمْ فِي غَفْلَةٍ مُعْرِضُونَ [الأنبياء: ١] وَيُحْتَمَلُ أَنَّهُ فِي حَالِ مُحَاسَبَتِهِ لِعَبْدِهِ سَرِيعُ النَّجَازِ لِأَنَّهُ يَعْلَمُ كُلَّ شَيْءٍ، وَلَا يَخْفَى عَلَيْهِ خَافِيَةٌ، وَإِنَّ جَمِيعَ الْخَلْقِ بِالنِّسْبَةِ إِلَى قُدْرَتِهِ كَالْوَاحِدِ مِنْهُمْ، كَقَوْلِهِ تَعَالَى: مَا خَلْقُكُمْ وَلا بَعْثُكُمْ إِلَّا كَنَفْسٍ واحِدَةٍ [لُقْمَانَ: ٢٨] وَهَذَا مَعْنَى قَوْلِ مُجَاهِدٍ سَرِيعُ الْحِسابِ إِحْصَاءً وَيُحْتَمَلُ ان يكون المعنيان مرادين، والله أعلم.
[[سورة إبراهيم (١٤) : آية ٥٢]]
هَذَا بَلاغٌ لِلنَّاسِ وَلِيُنْذَرُوا بِهِ وَلِيَعْلَمُوا أَنَّما هُوَ إِلهٌ واحِدٌ وَلِيَذَّكَّرَ أُولُوا الْأَلْبابِ (٥٢)
يَقُولُ تَعَالَى هَذَا الْقُرْآنُ بَلَاغٌ لِلنَّاسِ كَقَوْلِهِ: لِأُنْذِرَكُمْ بِهِ وَمَنْ بَلَغَ [الْأَنْعَامِ: ١٩] أَيْ هو بلاغ لجميع الخلق من إنس وجن كَمَا قَالَ فِي أَوَّلِ السُّورَةِ: الر كِتابٌ أَنْزَلْناهُ إِلَيْكَ لِتُخْرِجَ النَّاسَ مِنَ الظُّلُماتِ إِلَى النُّورِ [إبراهيم: ١] الآية، وَلِيُنْذَرُوا بِهِ أَيْ لِيَتَّعِظُوا بِهِ وَلِيَعْلَمُوا أَنَّما هُوَ إِلهٌ واحِدٌ أَيْ يَسْتَدِلُّوا بِمَا فِيهِ مِنَ الْحُجَجِ وَالدَّلَالَاتِ عَلَى أَنَّهُ لَا إِلَهَ إلا هو وَلِيَذَّكَّرَ أُولُوا الْأَلْبابِ أي ذوي العقول.
آخر تفسير سورة إبراهيم عليه الصلاة والسلام، والحمد لله رب العالمين.
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.ws/page/contribute