للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

قَدَّمَ وَأَخَّرَ﴾ [القيامة: ١٣] وقال تعالى: ﴿يَوْمَ تُبْلَى السَّرائِرُ﴾ [الطارق: ٩] أي تظهر المخبئات والضمائر. قال الإمام أحمد (١): حدثنا أبو الوليد، حدثنا شعبة عن ثابت عن أنس عن النبي قال: «لكل غادر لواء يوم القيامة يعرف به» (٢) أخرجاه في الصحيحين، وفي لفظ «يرفع لكل غادر لواء يوم القيامة عند استه بقدر غدرته، يقال هذه غدرة فلان بن فلان» (٣).

وقوله: ﴿وَلا يَظْلِمُ رَبُّكَ أَحَداً﴾ أي فيحكم بين عباده في أعمالهم جميعا، ولا يظلم أحدا من خلقه بل يغفر ويصفح ويغفر ويرحم، ويعذب من يشاء بقدرته وحكمته وعدله، ويملأ النار من الكفار وأصحاب المعاصي، ثم ينجي أصحاب المعاصي ويخلد فيها الكافرين، وهو الحاكم الذي لا يجور ولا يظلم، قال تعالى: ﴿إِنَّ اللهَ لا يَظْلِمُ مِثْقالَ ذَرَّةٍ وَإِنْ تَكُ حَسَنَةً يُضاعِفْها﴾ [النساء: ٤٠] الآية، وقال: ﴿وَنَضَعُ الْمَوازِينَ الْقِسْطَ لِيَوْمِ الْقِيامَةِ فَلا تُظْلَمُ نَفْسٌ شَيْئاً﴾ -إلى قوله- ﴿حاسِبِينَ﴾ [الأنبياء: ٤٧] والآيات في هذا كثيرة.

وقال الإمام أحمد (٤): حدثنا يزيد، أخبرنا همام بن يحيى عن القاسم بن عبد الواحد المكي، عن عبد الله بن محمد بن عقيل أنه سمع جابر بن عبد الله يقول: بلغني حديث عن رجل سمعه عن النبي ، فاشتريت بعيرا ثم شددت عليه رحلا، فسرت عليه شهرا حتى قدمت عليه الشام، فإذا عبد الله بن أنيس، فقلت للبواب: قل له جابر على الباب، فقال: ابن عبد الله؟ قلت نعم، فخرج يطأ ثوبه فاعتنقني واعتنقته، فقلت: حديث بلغني عنك أنك سمعته من رسول الله في القصاص، فخشيت أن تموت أو أموت قبل أن أسمعه، فقال سمعت رسول الله يقول: «يحشر الله ﷿ الناس يوم القيامة-أو قال العباد-عراة غرلا بهما» قلت، وما بهما؟ قال: ليس معهم شيء، ثم يناديهم بصوت يسمعه من بعد كما يسمعه من قرب: أنا الملك، أنا الديان لا ينبغي لأحد من أهل النار أن يدخل النار وله عند لأحد من أهل الجنة حق حتى أقصه منه، ولا ينبغي لأحد من أهل الجنة أن يدخل الجنة وله عند رجل من أهل النار حق حتى أقصه منه حتى اللطمة «قال: قلنا كيف وإنما نأتي الله ﷿ حفاة عراة غرلا بهما؟ قال: «بالحسنات والسيئات».

وعن شعبة عن العوام بن مزاحم عن أبي عثمان عن عثمان بن عفان أن رسول الله قال: «إن الجماء لتقتص من القرناء يوم القيامة» (٥) رواه عبد الله ابن الإمام


(١) المسند ٣/ ١٤٢.
(٢) أخرجه البخاري في الجزية باب ٢٢، والأدب باب ٩٩، والفتن باب ٢١، ومسلم في الجهاد حديث ٨، ١٠.
(٣) أخرجه بهذا اللفظ، الترمذي في الفتن باب ٢٦، وأحمد في المسند ٢/ ٤٩، ٣/ ٧، ٦١، ٦٤.
(٤) المسند ٣/ ٤٩٥.
(٥) أخرجه أحمد في المسند ١/ ١٢.

<<  <  ج: ص:  >  >>