للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الإمام أحمد (١): حدثنا أبو أحمد، حدثنا عبد الله بن الوليد العجلي عن بكير بن شهاب، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس، قال: أقبلت يهود إلى رسول الله فقالوا: يا أبا القاسم، أخبرنا عن خمسة أشياء، فإن أنبأتنا بهن عرفنا أنك نبي واتبعناك، فأخذ عليهم ما أخذ إسرائيل على بنيه إذ قال: والله على ما نقول وكيل، قال «هاتوا» قالوا: فأخبرنا عن علامة النبي؟ قال:

«تنام عيناه ولا ينام قلبه» قالوا: أخبرنا كيف تؤنث المرأة؟ وكيف يذكر الرجل؟ قال: «يلتقي الماءان، فإذا علا ماء الرجل ماء المرأة أذكرت، وإذا علا ماء المرأة ماء الرجل أنثت» قالوا:

أخبرنا ما حرم إسرائيل على نفسه؟ قال: «وكان يشتكي عرق النسا، فلم يجد شيئا يلائمه إلا ألبان كذا وكذا» قال أحمد: قال بعضهم: يعني الإبل فحرم لحومها، قالوا: صدقت، قالوا:

أخبرنا ما هذا الرعد؟ قال: «ملك من ملائكة الله ﷿ موكل بالسحاب بيديه أو في يديه مخراق من نار يزجر به السحاب يسوقه حيث أمره الله تعالى» قالوا: فما هذا الصوت الذي نسمع؟ قال: «صوته» قالوا: صدقت، قالوا: إنما بقيت واحدة، وهي التي نتابعك إن أخبرتنا بها، أنه ليس من نبي إلا وله ملك يأتيه بالخبر، فأخبرنا من صاحبك؟ قال: «جبريل » قالوا: جبريل ذاك الذي ينزل بالحرب والقتال والعذاب عدونا لو قلت ميكائيل الذي ينزل بالرحمة والقطر والنبات لكان، فأنزل الله تعالى: ﴿قُلْ مَنْ كانَ عَدُوًّا لِجِبْرِيلَ فَإِنَّهُ نَزَّلَهُ عَلى قَلْبِكَ بِإِذْنِ اللهِ﴾ إلى آخر الآية. ورواه الترمذي والنسائي من حديث عبد الله بن الوليد به، وقال الترمذي:

حسن غريب وقال سنيد في تفسيره عن حجاج بن محمد عن ابن جريج: أخبرني القاسم بن أبي بزة أن يهودا سألوا النبي عن صاحبه الذي ينزل عليه بالوحي، قال: «جبريل» قالوا: فإنه عدو لنا ولا يأتي إلا بالحرب والشدة والقتال، فنزلت: ﴿قُلْ مَنْ كانَ عَدُوًّا لِجِبْرِيلَ﴾ الآية.

قال ابن جرير (٢): قال مجاهد: قالت يهود: يا محمد ما نزل جبريل إلا بشدة وحرب وقتال فإنه لنا عدو، فنزل: ﴿قُلْ مَنْ كانَ عَدُوًّا لِجِبْرِيلَ﴾ الآية. قال البخاري (٣): قوله تعالى: ﴿مَنْ كانَ عَدُوًّا لِجِبْرِيلَ﴾ قال عكرمة: جبرا وميكا وإسراف: عبد. إيل: الله، حدثنا عبد الله بن منير سمع عبد الله بن بكر، حدثنا حميد عن أنس بن مالك، قال: سمع عبد الله بن سلام بمقدم رسول الله وهو في أرض يخترف (٤) فأتى النبي فقال: إني سائلك عن ثلاث لا يعلمهن إلا نبي: ما أول أشراط الساعة، وما أول طعام أهل الجنة، وما ينزع الوالد إلى أبيه أو إلى أمه؟ قال: «أخبرني بهذه (٥) جبرائيل آنفا» قال: جبريل؟ قال: «نعم» قال: ذاك عدو اليهود من


(١) المسند (ج ١ ص ٢٧٤)
(٢) تفسير الطبري ١/ ٤٧٨.
(٣) صحيح البخاري (تفسير سورة البقرة باب ٣)
(٤) اخترف في أرضه أو بستانه: أقام وقت اجتناء التمر في الخريف.
(٥) في البخاري «بهنّ».

<<  <  ج: ص:  >  >>