للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وجل. قال ابن أبي حاتم: وروي عن عكرمة ومجاهد والضحاك ويحيى بن يعمر، نحو ذلك. ثم قال: حدثني أبي حدثنا أحمد بن أبي الحواري حدثني عبد العزيز بن عمير قال: اسم جبرائيل في الملائكة خادم الله، قال: فحدثت به أبا سليمان الداراني فانتفض، وقال: لهذا الحديث أحب إلى من كل شيء في دفتر كان بين يديه. وفي جبرائيل وميكائيل لغات وقراءات (١) تذكر في كتب اللغة والقراءات، ولم نطول كتابنا هذا بسرد ذلك إلا أن يدور فهم المعنى عليه، أو يرجع الحكم في ذلك إليه، وبالله الثقة وهو المستعان.

وقوله تعالى: ﴿فَإِنَّ اللهَ عَدُوٌّ لِلْكافِرِينَ﴾ فيه إيقاع المظهر مكان المضمر حيث لم يقل: فإنه عدو، بل قال: ﴿فَإِنَّ اللهَ عَدُوٌّ لِلْكافِرِينَ﴾ كما قال الشاعر: [الخفيف] لا أرى الموت يسبق الموت شيء … نغّص الموت ذا الغنى والفقيرا (٢)

وقال الآخر: [الكامل] ليت الغراب غداة ينعب دائبا … كان الغراب مقطع الأوداج (٣)

وإنما أظهر لله هذا الاسم هاهنا لتقرير هذا المعنى وإظهاره، وإعلامهم أن من عادى وليا لله فقد عادى الله، ومن عادى الله فإن الله عدو له، ومن كان الله عدوه فقد خسر الدنيا والآخرة، كما تقدم الحديث «من عادى لي وليا فقد آذنته بالمحاربة» وفي الحديث الأخر «إني لأثأر لأوليائي كما يثأر الليث الحرب» وفي الحديث الصحيح «من كنت خصمه خصمته».


(١) انظر تفسير القرطبي ٢/ ٣٧ - ٣٨؛ وتفسير الرازي ٣/ ١٧٧ - ١٨١.
(٢) البيت لعدي بن زيد في ديوانه ص ٦٥؛ والأشباه وللنظائر ٨/ ٣٠؛ وخزانة الأدب ١/ ٣٧٨؛ وشرح ديوان الحماسة للمرزوقي ص ٣٦؛ ولسوادة بن عدي في شرح أبيات سيبويه ١/ ١٢٧؛ وشرح شواهد المغني ٢/ ١٧٦؛ والكتاب ١/ ٦٢.
(٣) البيت بلا نسبة أيضا في الطبري ١/ ٤٨٥. وهو لجرير في ديوانه ص ٨٩؛ وأمالي ابن الشجري ١/ ٢٤٣.

<<  <  ج: ص:  >  >>