للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ورسوله. فسر بذلك، وعرض على نسائه فتتابعن كلهن، فاخترن الله ورسوله .

وقال ابن أبي حاتم: حدثنا يزيد بن سنان البصري، حدثنا أبو صالح عبد الله بن صالح، حدثني الليث، حدثني عقيل عن الزهري، أخبرني عبد الله بن عبد الله بن أبي ثور عن ابن عباس قال: قالت عائشة : أنزلت آية التخيير، فبدأ بي أول امرأة من نسائه، فقال : «إني ذاكر لك أمرا فلا عليك أن تعجلي حتى تستأمري أبويك» قالت، وقد علم أن أبوي لم يكونا يأمراني بفراقه، قالت ثم قال: «إن الله قال: ﴿يا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُلْ لِأَزْواجِكَ﴾ الآيتين، قالت عائشة : فقلت أفي هذا أستأمر أبوي؟ فإني أريد الله ورسوله والدار الآخرة. ثم خير نساءه كلهن، فقلن ما قالت عائشة (١)، وأخرجه البخاري ومسلم جميعا عن قتيبة عن الليث عن الزهري عن عروة عن عائشة مثله.

وقال الإمام أحمد (٢): حدثنا أبو معاوية، حدثنا الأعمش عن مسلم بن صبيح عن مسروق عن عائشة قالت: خيرنا رسول الله ، فاخترناه، فلم يعدها علينا شيئا (٣)، أخرجاه من حديث الأعمش وقال الإمام أحمد (٤): حدثنا أبو عامر عبد الملك بن عمرو، حدثنا زكريا بن إسحاق عن أبي الزبير عن جابر قال: أقبل أبو بكر يستأذن رسول الله والناس ببابه جلوس، والنبي جالس فلم يؤذن له، ثم أقبل عمر ، فاستأذن فلم يؤذن له، ثم أذن لأبي بكر وعمر ، فدخلا والنبي جالس وحوله نساؤه، وهو ساكت، فقال عمر : لأكلمن النبي لعله يضحك، فقال عمر : يا رسول الله لو رأيت ابنة زيد-امرأة عمر-سألتني النفقة آنفا فوجأت عنقها، فضحك النبي حتى بدت نواجذه وقال: «هن حولي يسألنني النفقة» فقام أبو بكر إلى عائشة ليضربها، وقام عمر إلى حفصة كلاهما يقولان: تسألان النبي ما ليس عنده، فنهاهما رسول الله ، فقلن: والله لا نسأل رسول الله بعد هذا المجلس ما ليس عنده، قال: وأنزل الله ﷿ الخيار، فبدأ بعائشة فقال: «إني أذكر لك أمرا ما أحب أن تعجلي فيه حتى تستأمري أبويك» قالت:

وما هو؟ قال: فتلا عليها: ﴿يا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُلْ لِأَزْواجِكَ﴾ الآية، قالت عائشة :

أفيك أستأمر أبوي؟ بل أختار الله تعالى ورسوله، وأسألك أن لا تذكر لامرأة من نسائك ما اخترت، فقال : «ان الله تعالى لم يبعثني معنفا، ولكن بعثني معلما ميسرا، لا تسألني


(١) أخرجه البخاري في المظالم والغضب باب ٢٥، ومسلم في الطلاق حديث ٢٢.
(٢) المسند ٦/ ٤٥.
(٣) أخرجه البخاري في الطلاق باب ٥، ومسلم في الطلاق حديث ٢٦، ٣٠.
(٤) المسند ٣/ ٣٢٨.

<<  <  ج: ص:  >  >>