للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

«لكني أدري» قال: فأذن لهما، قالا: يا رسول الله جئناك لتخبرنا أي أهلك أحب إليك؟ قال «أحب أهلي إلي فاطمة بنت محمد» قالا: يا رسول الله ما نسألك عن فاطمة، قال «فأسامة بن زيد بن حارثة الذي أنعم الله عليه وأنعمت عليه».

وكان رسول الله قد زوجه بابنة عمته زينب بنت جحش الأسدية ، وأمها أميمة بنت عبد المطلب، وأصدقها عشرة دنانير وستين درهما، وخمارا وملحفة ودرعا، وخمسين مدا من طعام وعشرة أمداد من تمر، قاله مقاتل بن حيان، فمكث عنده قريبا من سنة أو فوقها، ثم وقع بينهما، فجاء زيد يشكوها إلى رسول الله ، فجعل رسول الله يقول له: «أمسك عليك زوجك واتق الله» قال الله تعالى: ﴿وَتُخْفِي فِي نَفْسِكَ مَا اللهُ مُبْدِيهِ وَتَخْشَى النّاسَ وَاللهُ أَحَقُّ أَنْ تَخْشاهُ﴾ ذكر ابن أبي حاتم وابن جرير هاهنا آثارا عن بعض السلف ، أحببنا أن نضرب عنها صفحا لعدم صحتها فلا نوردها.

وقد روى الإمام أحمد هاهنا أيضا حديثا من رواية حماد بن زيد عن ثابت، عن أنس فيه غرابة تركنا سياقه أيضا. وقد روى البخاري (١) أيضا بعضه مختصرا فقال:

حدثنا محمد بن عبد الرحيم، حدثنا معلى بن منصور عن حماد بن زيد، حدثنا ثابت عن أنس بن مالك قال: إن هذه الآية ﴿وَتُخْفِي فِي نَفْسِكَ مَا اللهُ مُبْدِيهِ﴾ نزلت في زيد، حدثنا ثابت عن أنس بن مالك . قال: إن هذه الآية ﴿وَتُخْفِي فِي نَفْسِكَ مَا اللهُ مُبْدِيهِ﴾ نزلت في شأن زينب بنت جحش وزيد بن حارثة .

قال ابن أبي حاتم: حدثنا أبي، حدثنا علي بن هاشم مرزوق، حدثنا ابن عيينة عن علي بن زيد بن جدعان قال: سألني علي بن الحسين ما يقول الحسن في قوله تعالى:

﴿وَتُخْفِي فِي نَفْسِكَ مَا اللهُ مُبْدِيهِ﴾ فذكرت له، فقال: لا ولكن الله تعالى أعلم نبيه أنها ستكون من أزواجه قبل أن يتزوجها، فلما أتاه زيد ليشكوها إليه قال: «اتق الله وأمسك عليك زوجك» فقال: قد أخبرتك أني مزوجكها ﴿وَتُخْفِي فِي نَفْسِكَ مَا اللهُ مُبْدِيهِ﴾. وهكذا روي عن السدي أنه قال نحو ذلك.

وقال ابن جرير (٢): حدثنا إسحاق بن شاهين، حدثني خالد عن داود عن عامر عن عائشة أنها قالت: لو كتم محمد شيئا مما أوحي إليه من كتاب الله تعالى لكتم ﴿وَتُخْفِي فِي نَفْسِكَ مَا اللهُ مُبْدِيهِ وَتَخْشَى النّاسَ وَاللهُ أَحَقُّ أَنْ تَخْشاهُ﴾ وقوله تعالى: ﴿فَلَمّا قَضى زَيْدٌ مِنْها وَطَراً زَوَّجْناكَها﴾ الوطر هو الحاجة والأرب، أي لما فرغ منها وفارقها زوجناكها، وكان الذي ولي تزويجها منه هو الله ﷿ بمعنى أنه أوحى إليه أن يدخل عليها


(١) كتاب التفسير، تفسير سورة ٣٣، باب ٦.
(٢) تفسير الطبري ١٠/ ٣٠٣.

<<  <  ج: ص:  >  >>