للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الجنة، ويزوج من الحور العين، ويأمن من الفزع الأكبر، ومن عذاب القبر، ويحلى حلة الإيمان» تفرد به أحمد .

[حديث آخر] قال أحمد (١) أيضا: حدثنا الحكم بن نافع، حدثنا إسماعيل بن عياش عن بحير بن سعيد عن خالد بن معدان عن المقدام بن معد يكرب الكندي قال: قال رسول الله : «إن للشهيد عند الله ست خصال: أن يغفر له في أول دفعة من دمه، ويرى مقعده من الجنة، ويحلى حلة الإيمان، ويزوج الحور العين ويجار من عذاب القبر، ويأمن من الفزع الأكبر، ويوضع على رأسه تاج الوقار مرصع بالدر والياقوت، الياقوتة منه خير من الدنيا وما فيها ويزوج اثنتين وسبعين زوجة من الحور العين، ويشفع في سبعين إنسانا من أقاربه» (٢).

وقد أخرجه الترمذي وصححه ابن ماجة. وفي صحيح مسلم عن عبد الله بن عمرو وعن أبي قتادة أن رسول الله قال: «يغفر للشهيد كل شيء إلا الدّين» (٣) وروي من حديث جماعة من الصحابة ، وقال أبو الدرداء : قال رسول الله : «يشفع الشهيد في سبعين من أهل بيته» (٤) ورواه أبو داود والأحاديث في فضل الشهيد كثيرة جدا.

وقوله : ﴿سَيَهْدِيهِمْ﴾ أي إلى الجنة كقوله تعالى: ﴿إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصّالِحاتِ يَهْدِيهِمْ رَبُّهُمْ بِإِيمانِهِمْ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهِمُ الْأَنْهارُ فِي جَنّاتِ النَّعِيمِ﴾ يونس: ٩].

وقوله ﷿ ﴿وَيُصْلِحُ بالَهُمْ﴾ أي أمرهم وحالهم ﴿وَيُدْخِلُهُمُ الْجَنَّةَ عَرَّفَها لَهُمْ﴾ أي عرفهم بها وهداهم إليها. قال مجاهد: يهتدي أهلها إلى بيوتهم ومساكنهم، وحيث قسم الله لهم منها لا يخطئون كأنهم ساكنوها منذ خلقوا لا يستدلون عليها أحدا (٥)، وروى مالك عن ابن زيد بن أسلم نحو هذا، وقال محمد بن كعب: يعرفون بيوتهم إذا دخلوا الجنة كما تعرفون بيوتكم إذا انصرفتم من الجمعة. وقال مقاتل بن حيان: بلغنا أن الملك الذي كان وكل بحفظ عمله في الدنيا يمشي بين يديه في الجنة ويتبعه ابن آدم حتى يأتي أقصى منزل هو له فيعرفه كل شيء أعطاه الله تعالى في الجنة، فإذا انتهى إلى أقصى منزله في الجنة دخل منزله وأزواجه وانصرف الملك عنه، ذكره ابن أبي حاتم .

وقد ورد الحديث الصحيح بذلك أيضا رواه البخاري من حديث قتادة عن أبي المتوكل


(١) المسند ٤/ ١٣١.
(٢) أخرجه الترمذي في فضائل الجهاد باب ٢٥، والدارمي في فضائل القرآن باب ١٥، وابن ماجة في الجهاد.
(٣) أخرجه مسلم في الإمارة حديث ١١٩.
(٤) أخرجه أبو داود في الجهاد باب ٢٦.
(٥) انظر تفسير الطبري ١١/ ٣١٠.

<<  <  ج: ص:  >  >>