للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وقوله تعالى: ﴿إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللهِ أَتْقاكُمْ﴾ أي إنما تتفاضلون عند الله تعالى بالتقوى لا بالأحساب، وقد وردت الأحاديث بذلك عن رسول الله .

قال البخاري : حدثنا محمد بن سلام، حدثنا عبدة عن عبيد الله عن سعيد بن أبي سعيد عن أبي هريرة قال: سئل رسول الله أي الناس أكرم؟ قال: «أكرمهم عند الله أتقاهم» قالوا: ليس عن هذا نسألك. قال: «فأكرم الناس يوسف نبي الله، ابن نبي الله، ابن نبي الله ابن خليل الله» قالوا: ليس عن هذا نسألك. قال: «فعن معادن العرب تسألوني»؟ قالوا: نعم. قال: «فخياركم في الجاهلية خياركم في الإسلام إذا فقهوا» (١) وقد رواه البخاري في غير موضع من طرق عن عبدة بن سليمان، ورواه النسائي في التفسير من حديث عبيد الله وهو ابن عمر العمري به.

[حديث آخر] قال مسلم : حدثنا عمرو الناقد، حدثنا كثير بن هشام، حدثنا جعفر بن برقان عن يزيد بن الأصم عن أبي هريرة قال: قال رسول الله :

«إن الله لا ينظر إلى صوركم وأموالكم ولكن ينظر إلى قلوبكم وأعمالكم» (٢) ورواه ابن ماجة عن أحمد بن سنان عن كثير بن هشام به.

[حديث آخر] وقال الإمام أحمد (٣): حدثنا وكيع عن أبي هلال عن بكر عن أبي ذر قال: إن النبي قال له: «انظر فإنك لست بخير من أحمر ولا أسود إلا أن تفضله بتقوى الله» تفرد به أحمد .

[حديث آخر] وقال الحافظ أبو القاسم الطبراني: حدثنا أبو عبيدة عبد الوارث بن إبراهيم العسكري، حدثنا عبد الرحمن بن عمرو بن جبلة، حدثنا عبيد بن حنين الطائي، سمعت محمد بن حبيب بن خراش العصري يحدث عن أبيه أنه سمع رسول الله يقول: «المسلمون إخوة لا فضل لأحد على أحد إلا بالتقوى».

[حديث آخر] قال أبو بكر البزار في مسنده: حدثنا أحمد بن يحيى الكوفي، حدثنا الحسن بن الحسين، حدثنا قيس يعني ابن الربيع عن شبيب بن غرقدة، عن المستظل بن حصين عن حذيفة قال: قال رسول الله : «كلكم بنو آدم وآدم خلق من تراب، ولينتهين قوم يفخرون بآبائهم أو ليكونن أهون على الله تعالى من الجعلان» (٤). ثم قال لا نعرفه


(١) أخرجه البخاري في الأنبياء باب ١٤، ١٩، وتفسير سورة ١٢، باب ٢، ومسلم في الفضائل حديث ١٦٨، وأحمد في المسند ٢/ ٤٣١.
(٢) أخرجه مسلم في البر حديث ٣٣، وابن ماجة في الزهد باب ٩، وأحمد في المسند ٢/ ٢٨٥، ٥٣٩.
(٣) المسند ٥/ ١٥٨.
(٤) الجعلان، جمع جعل: دويبة صغيرة.

<<  <  ج: ص:  >  >>