للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[حديث آخر] قال البخاري (١): حدثنا محمد بن موسى القطان، حدثنا أبو سفيان الحميري سعيد بن يحيى بن مهدي، حدثنا عوف عن محمد عن أبي هريرة ، رفعه وأكثر ما كان يوقفه أبو سفيان: «يقال لجهنم هل امتلأت، وتقول هل من مزيد فيضع الرب قدمه عليها فتقول قط قط» ورواه أبو أيوب وهشام بن حسان عن محمد بن سيرين به.

[طريق أخرى] قال البخاري (٢): وحدثنا عبد الله بن محمد، حدثنا عبد الرزاق، أخبرنا معمر عن همام بن منبه، عن أبي هريرة قال: قال رسول الله : «تحاجت الجنة والنار فقالت النار أوثرت بالمتكبرين والمتجبرين، وقالت الجنة: ما لي لا يدخلني إلا ضعفاء الناس وسقطهم. قال الله ﷿ للجنة أنت رحمتي أرحم بك من أشاء من عبادي، وقال للنار إنما أنت عذابي أعذب بك من أشاء من عبادي ولكل واحدة منكما ملؤها، فأما النار فلا تمتلئ حتى يضع رجله فيها فتقول قط قط فهنالك تمتلئ وينزوي بعضها إلى بعض ولا يظلم الله ﷿ من خلقه أحدا، وأما الجنة فإن الله ﷿ ينشئ لها خلقا آخر».

[حديث آخر] قال مسلم (٣) في صحيحه. حدثنا عثمان بن أبي شيبة، حدثنا جرير عن الأعمش عن أبي صالح عن أبي سعيد قال: قال رسول الله : «احتجت الجنة والنار فقالت النار: فيّ الجبارون والمتكبرون، وقالت الجنة فيّ ضعفاء الناس ومساكينهم فقضي بينهما فقال للجنة إنما أنت رحمتي أرحم بك من أشاء من عبادي، وقال للنار إنما أنت عذابي أعذب بك من أشاء من عبادي ولكل واحدة منكما ملؤها» انفرد به مسلم دون البخاري من هذا الوجه والله أعلم.

وقد رواه الإمام أحمد (٤) من طريق أخرى عن أبي سعيد بأبسط من هذا السياق فقال: حدثنا حسن وروح قالا: حدثنا حماد بن سلمة عن عطاء بن السائب، عن عبيد الله بن عبد الله بن عتبة عن أبي سعيد الخدري : أن رسول الله قال: «افتخرت الجنة والنار فقالت النار يا رب يدخلني الجبابرة والمتكبرون والملوك والأشراف، وقالت الجنة أي رب يدخلني الضعفاء والفقراء والمساكين فيقول الله للنار أنت عذابي أصيب بك من أشاء، وقال للجنة أنت رحمتي وسعت كل شيء ولكل واحدة منكما ملؤها فيلقى في النار أهلها فتقول هل من مزيد، قال ويلقى فيها وتقول هل من مزيد، ويلقى فيها وتقول هل من مزيد، حتى يأتيها ﷿ فيضع قدمه عليها فتنزوي وتقول قدني قدني (٥)، وأما الجنة فيبقى


(١) كتاب التفسير تفسير سورة ٥٠، باب ١، وأخرجه الترمذي في الجنة باب ٢٠.
(٢) كتاب التفسير، تفسير سورة ٥٠، باب ١.
(٣) كتاب الجنة حديث ٣٤، ٣٥.
(٤) المسند ٣/ ١٣.
(٥) قدني، قدني: أي حسبي، حسبي.

<<  <  ج: ص:  >  >>