للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

كريب عن رشدين به.

ثم رواه هو وابن أبي حاتم كلاهما عن يونس بن عبد الأعلى، عن ابن وهب عن عمرو بن الحارث فذكره، وكذا رواه ابن أبي حاتم أيضا عن نعيم بن حماد عن ابن وهب، وأخرجه الضياء في صفة الجنة من حديث حرملة عن ابن وهب به مثله، ورواه الإمام (١) أحمد عن حسن بن موسى عن ابن لهيعة، حدثنا دراج فذكره. وقال ابن أبي حاتم أيضا: حدثنا أبو سعيد الأشج، حدثنا أبو معاوية عن جويبر عن أبي سهل يعني كثير بن زياد عن الحسن ﴿وَفُرُشٍ مَرْفُوعَةٍ﴾ قال: ارتفاع فراش الرجل من أهل الجنة مسيرة ثمانين سنة.

وقوله تعالى: ﴿إِنّا أَنْشَأْناهُنَّ إِنْشاءً فَجَعَلْناهُنَّ أَبْكاراً عُرُباً أَتْراباً لِأَصْحابِ الْيَمِينِ﴾ جرى الضمير على غير مذكور. ولكن لما دل السياق وهو ذكر الفرش على النساء اللاتي يضاجعن فيها اكتفى بذلك عن ذكرهن وعاد الضمير عليهن كما في قوله تعالى: ﴿إِذْ عُرِضَ عَلَيْهِ بِالْعَشِيِّ الصّافِناتُ الْجِيادُ فَقالَ إِنِّي أَحْبَبْتُ حُبَّ الْخَيْرِ عَنْ ذِكْرِ رَبِّي حَتّى تَوارَتْ بِالْحِجابِ﴾ [ص: ٣١ - ٣٢] يعني الشمس على المشهور من قول المفسرين، وقال الأخفش في قوله تعالى: ﴿إِنّا أَنْشَأْناهُنَّ إِنْشاءً﴾ أضمرهن ولم يذكرهن قبل ذلك، وقال أبو عبيدة: ذكرن في قوله تعالى: ﴿وَحُورٌ عِينٌ كَأَمْثالِ اللُّؤْلُؤِ الْمَكْنُونِ﴾ فقوله تعالى: ﴿إِنّا أَنْشَأْناهُنَّ﴾ أي أعدناهن في النشأة الأخرى بعد ما كن عجائز رمصا (٢)، صرن أبكارا عربا أي بعد الثيوبة عدن أبكارا عربا متحببات إلى أزواجهن بالحلاوة والظرافة والملاحة.

وقال بعضهم ﴿عُرُباً﴾ أي غنجات، قال موسى بن عبيدة الربذي عن يزيد الرقاشي عن أنس بن مالك قال: قال رسول الله : ﴿إِنّا أَنْشَأْناهُنَّ إِنْشاءً﴾ قال نساء عجائز كن في الدنيا عمشا رمصا» (٣) رواه الترمذي وابن جرير (٤) وابن أبي حاتم ثم قال الترمذي: غريب، وموسى ويزيد ضعيفا، وقال ابن أبي حاتم: حدثنا محمد بن عوف الحمصي، حدثنا آدم يعني ابن أبي إياس، حدثنا شيبان عن جابر عن يزيد بن مرة عن سلمة بن يزيد قال: سمعت رسول الله يقول في قوله تعالى: ﴿إِنّا أَنْشَأْناهُنَّ إِنْشاءً﴾ يعني الثيب والأبكار اللاتي كن في الدنيا. وقال عبد بن حميد: حدثنا مصعب بن مقدام، حدثنا المبارك بن فضالة عن الحسن قال: أتت عجوز فقالت يا رسول الله ادع الله تعالى أن يدخلني الجنة فقال: «يا أم فلان إن الجنة لا تدخلها عجوز» قال: فولت تبكي. قال: «أخبروها أنها لا تدخلها وهي عجوز، إن الله تعالى يقول ﴿إِنّا أَنْشَأْناهُنَّ إِنْشاءً فَجَعَلْناهُنَّ أَبْكاراً﴾». وهكذا رواه الترمذي في الشمائل عن عبد بن حميد.


(١) المسند ٣/ ٧٥.
(٢) الرمص، بفتحتين: وسخ أبيض يجتمع في العين.
(٣) أخرجه الترمذي في تفسير سورة ٥٦، باب ٥.
(٤) تفسير الطبري ١١/ ٦٤١.

<<  <  ج: ص:  >  >>