للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

استجبت، ورواه ابن جرير (١) عن محمد بن حميد الرازي، عن جرير به، ورواه ابن مردويه وأبو الشيخ الأصبهاني من حديث محمد بن أبي حميد عن جرير به.

وقال عبد الرزاق (٢) أخبرنا جعفر بن سليمان عن عوف عن الحسن قال سأل أصحاب رسول الله أين ربنا؟ فأنزل الله ﷿ ﴿وَإِذا سَأَلَكَ عِبادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدّاعِ إِذا دَعانِ﴾ الآية وقال ابن جريج (٣) عن عطاء أنه بلغه لما نزلت ﴿وَقالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ﴾ [غافر: ٦٠] قال الناس لو نعلم أي ساعة فنزلت ﴿وَإِذا سَأَلَكَ عِبادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدّاعِ إِذا دَعانِ﴾.

وقال الإمام أحمد: حدثنا عبد الوهاب بن عبد المجيد الثقفي، حدثنا خالد الحذاء عن أبي عثمان النهدي، عن أبي موسى الأشعري، قال: كنا مع رسول الله في غزوة، فجعلنا لا نصعد شرفا (٤) ولا نعلو شرفا ولا نهبط واديا، إلا رفعنا أصواتنا بالتكبير، قال: فدنا منا، فقال «يا أيها الناس، اربعوا على أنفسكم، فإنكم لا تدعون أصم ولا غائبا، إنما تدعون سميعا بصيرا، إن الذي تدعون أقرب إلى أحدكم من عنق راحلته، يا عبد الله بن قيس، ألا أعلمك كلمة من كنوز الجنة؟ لا حول ولا قوة إلا بالله» أخرجاه في الصحيحين وبقية الجماعة من حديث أبي عثمان النهدي واسمه عبد الرحمن بن علي عنه بنحوه.

وقال الإمام أحمد (٥): حدثنا سليمان بن داود، حدثنا شعبة، حدثنا قتادة عن أنس : أن النبي ، قال: «يقول الله تعالى أنا عند ظن عبدي بي وأنا معه إذا دعاني».

وقال الإمام أحمد (٦) حدثنا علي بن إسحاق، أنبأنا عبد الله، أنبأنا عبد الرحمن بن يزيد بن جابر، حدثنا إسماعيل بن عبيد الله عن كريمة بنت خشخاش المزنية، قالت: حدثنا أبو هريرة أنه سمع رسول الله ، يقول: «قال الله تعالى أنا مع عبدي ما ذكرني وتحركت بي شفتاه».

(قلت) وهذا كقوله تعالى: ﴿إِنَّ اللهَ مَعَ الَّذِينَ اتَّقَوْا وَالَّذِينَ هُمْ مُحْسِنُونَ﴾ [النحل: ١٢٨]، وقوله لموسى وهارون ﴿إِنَّنِي مَعَكُما أَسْمَعُ وَأَرى﴾ [طه: ٤٦] والمراد من هذا أنه تعالى لا يخيب دعاء داع، ولا يشغله عنه شيء، بل هو سميع الدعاء، ففيه ترغيب في الدعاء، وأنه لا يضيع لديه تعالى، كما قال الإمام أحمد (٧): حدثنا يزيد، حدثنا رجل: أنه سمع أبا عثمان هو النهدي، يحدث عن سلمان يعني الفارسي ، عن النبي أنه قال: «إن الله تعالى ليستحي أن يبسط العبد إليه يديه يسأله فيهما خيرا فيردهما خائبتين» -قال يزيد: سموا لي


(١) تفسير الطبري ٢/ ١٦٤ - ١٦٥.
(٢) تفسير الطبري ٢/ ١٦٤ - ١٦٥.
(٣) تفسير الطبري ٢/ ١٦٤ - ١٦٥.
(٤) الشرف: الموضع العالي يشرف على ما حوله.
(٥) المسند (ج ٣ ص ٢١٠)
(٦) المسند (ج ٢ ص ٥٤٠)
(٧) المسند (ج ٥ ص ٤٣٨)

<<  <  ج: ص:  >  >>