ثم قال: حدثنا أحمد بن سيار، حدثنا أبو جعفر بن محمد بن خالد الدمشقي المعروف بابن أمه، حدثنا المغيرة بن عمر بن عطية من بني عمرو بن عوف، حدثني سليمان بن أيوب عن سالم بن عوف، حدثني عطاء بن زيد بن مسعود من بني الحبلى، حدثني سليمان بن عمرو بن الربيع من بني سالم، حدثني عبد الرّحمن بن العلاء من بني ساعدة عن أبيه العلاء بن سعد وقد شهد الفتح وما بعده، أن النبي ﷺ قال: يوما لجلسائه: «هل تسمعون ما أسمع؟» قالوا: وما تسمع يا رسول الله؟ قال «أطت السماء وحق لها أن تئط إنه ليس فيها موضع قدم إلا وعليه ملك قائم أو راكع أو ساجد وقالت الملائكة ﴿وَإِنّا لَنَحْنُ الصَّافُّونَ وَإِنّا لَنَحْنُ الْمُسَبِّحُونَ﴾ وهذا إسناد غريب جدا.
ثم قال: حدثنا إسحاق بن محمد بن إسماعيل الفروي، حدثنا عبد الملك بن قدامة عن عبد الرّحمن بن عبد الله بن دينار عن أبيه عن عبد الله بن عمر أن عمر جاء والصلاة قائمة ونفر ثلاثة جلوس أحدهم أبو جحش الليثي، فقال: قوموا فصلوا مع رسول الله ﷺ، فقام اثنان وأبى أبو جحش أن يقوم وقال لا أقوم حتى يأتي رجل هو أقوى مني ذراعين وأشد مني بطشا، فيصرعني ثم يدسّ وجهي في التراب، قال عمر فصرعته ودسست وجهه في التراب، فأتى عثمان بن عفان فحجزني عنه فخرج عمر مغضبا حتى انتهى إلى رسول الله ﷺ فقال: «ما رأيك يا أبا حفص؟» فذكر له ما كان منه، فقال رسول الله ﷺ:«إن رضي عمر رحمة، والله على ذلك لوددت أنك جئتني برأس الخبيث» فقام عمر يوجه نحوه فلما أبعد ناداه فقال: «اجلس حتى أخبرك بغنى الرب ﵎ عن صلاة أبي جحش وإن لله تعالى في السماء الدنيا ملائكة خشوعا لا يرفعون رؤوسهم حتى تقوم الساعة، فإذا قامت رفعوا رؤوسهم ثم قالوا ربنا ما عبدناك حق عبادتك وإن لله في السماء الثانية ملائكة سجودا لا يرفعون رؤوسهم حتى تقوم الساعة فإذا قامت الساعة رفعوا رؤوسهم وقالوا سبحانك ربنا ما عبدناك حق عبادتك».
فقال له عمر: وما يقولون يا رسول الله؟ فقال:«أما أهل السماء الدنيا فيقولون سبحان ذي الملك والملكوت، وأما أهل السماء الثانية فيقولون سبحان ذي العزة والجبروت، وأما أهل السماء الثالثة فيقولون سبحان الحي الذي لا يموت، فقلها يا عمر في صلاتك، فقال عمر:
يا رسول الله فكيف بالذي كنت علمتني وأمرتني أن أقوله في صلاتي؟ فقال: «قل هذا مرة وهذا مرة» وكان الذي أمره به أن يقوله: «أعوذ بعفوك من عقابك، وأعوذ برضاك من سخطك، وأعوذ بك منك جل وجهك» هذا حديث غريب جدا بل منكر نكارة شديدة، وإسحاق الفروي روى عنه البخاري، وذكره ابن حبان في الثقات وضعفه أبو داود والنسائي والعقيلي والدارقطني.
وقال أبو حاتم الرازي: كان صدوقا إلا أنه ذهب بصره فربما لقن وكتبه صحيحة، وقال مرة هو مضطرب وشيخه عبد الملك بن قدامة أبو قتادة الجمحي تكلم فيه أيضا، والعجب من