للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

أغرّ عليه للنبوة خاتم … من الله من نور يلوح ويشهد (١)

وضم الإله اسم النبي إلى اسمه … إذا قال في الخمس المؤذن أشهد

وشقّ له من اسمه ليجلّه … فذو العرش محمود وهذا محمد

وقال آخرون: رفع الله ذكره في الأولين والآخرين ونوه به حين أخذ الميثاق على جميع النبيين أن يؤمنوا به، وأن يأمروا أممهم بالإيمان به، ثم شهد ذكره في أمته فلا يذكر الله إلا ذكر معه، وما أحسن ما قال الصرصري :

لا يصحّ الأذان في الفرض إلا … باسمه العذب في الفم المرضي

وقال أيضا:

ألم تر أنا لا يصحّ أذاننا … ولا فرضنا إن لم نكرّره فيهما

وقوله تعالى: ﴿فَإِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْراً إِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْراً﴾ أخبر تعالى أن مع العسر يوجد اليسر ثم أكد هذا الخبر. قال ابن أبي حاتم: حدثنا أبو زرعة، حدثنا محمود بن غيلان، حدثنا حميد بن حماد بن أبي خوار أبو الجهم، حدثنا عائذ بن شريح قال: سمعت أنس بن مالك يقول كان النبي جالسا وحياله حجر، فقال: لو جاء العسر فدخل هذا الحجر لجاء اليسر حتى يدخل عليه فيخرجه» فأنزل الله ﷿: ﴿فَإِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْراً إِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْراً﴾ ورواه أبو بكر البزار في مسنده عن محمد بن معمر، عن حميد بن حماد ولفظه: «لو جاء العسر حتى يدخل هذا الحجر لجاء اليسر حتى يخرجه» ثم قال: ﴿فَإِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْراً إِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْراً﴾ ثم قال البزار: لا نعلم رواه عن أنس إلا عائذ بن شريح.

[قلت] وقد قال فيه أبو حاتم الرازي: في حديثه ضعف، ولكن رواه شعبة عن معاوية بن قرة عن رجل عن عبد الله بن مسعود موقوفا. وقال ابن أبي حاتم: حدثنا الحسن بن محمد بن الصباح، حدثنا أبو قطن، حدثنا المبارك بن فضالة عن الحسن قال: كانوا يقولون لا يغلب عسر واحد يسرين اثنين.

وقال ابن جرير (٢): حدثنا ابن عبد الأعلى، حدثنا ابن ثور عن معمر عن الحسن، قال:

خرج النبي يوما مسرورا فرحا وهو يضحك وهو يقول: «لن يغلب عسر يسرين، لن يغلب عسر يسرين، فإن مع العسر يسرا إن مع العسر يسرا» وكذا رواه من حديث عوف الأعرابي ويونس بن عبيد عن الحسن مرسلا.

وقال سعيد عن قتادة: ذكر لنا أن رسول الله بشر أصحابه بهذه الآية فقال: «لن يغلب


(١) الأبيات في ديوان حسان بن ثابت ص ٣٣٨، والبيت الثالث في خزانة الأدب ١/ ٢٢٣.
(٢) تفسير الطبري ١٢/ ٦٢٨.

<<  <  ج: ص:  >  >>