للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ذلك يا رسول الله؟ قال «نعم» قال إني أصدقتها حديقتين فهما بيدها، فقال النبي «خذهما وفارقها» ففعل، وهذا لفظ ابن جرير وأبو عمرو السدوسي هو سعيد بن سلمة بن أبي الحسام.

حديث آخر فيه، عن ابن عباس ، قال البخاري (١): حدثنا أزهر بن جميل، أخبرنا عبد الوهاب الثقفي، حدثنا خالد عن عكرمة، عن ابن عباس، أن امرأة ثابت بن قيس بن شماس، أتت النبي فقالت: يا رسول الله ما أعيب عليه في خلق ولا دين، ولكن أكره الكفر في الإسلام، فقال رسول الله «أتردين عليه حديقته»؟ قالت: نعم، قال رسول الله «اقبل الحديقة وطلقها تطليقة». وكذا رواه النسائي عن أزهر بن جميل بإسناده مثله، ورواه البخاري أيضا به، عن إسحاق الواسطي، عن خالد هو ابن عبد الله الطحان، عن خالد هو ابن مهران الحذاء، عن عكرمة، به نحوه، وهكذا رواه البخاري أيضا من طرق عن أيوب عن عكرمة عن ابن عباس وفي بعضها أنها قالت: لا أطيقه يعني بغضا. وهذا الحديث من إفراد البخاري من هذا الوجه، ثم قال: حدثنا سليمان بن حرب، حدثنا حماد بن زيد عن أيوب، عن عكرمة أن جميلة -كذا قال-والمشهور أن اسمها حبيبة كما تقدم، لكن قال الإمام أبو عبد الله بن بطة: حدثني أبو يوسف يعقوب بن يوسف الطباخ، حدثنا أبو القاسم عبد الله بن محمد بن عبد العزيز البغوي، حدثنا عبيد الله بن عمر القواريري، حدثني عبد الأعلى، حدثنا سعيد عن قتادة، عن عكرمة، عن ابن عباس، أن جميلة بنت سلول أتت النبي ، فقالت: والله ما أعتب على ثابت بن قيس في دين ولا خلق، ولكنني أكره الكفر في الإسلام لا أطيقه بغضا، فقال لها النبي «تردين عليه حديقته؟». قالت: نعم فأمره النبي أن يأخذ ما ساق ولا يزداد.

وقد رواه ابن مردويه في تفسيره عن موسى بن هارون، حدثنا أزهر بن مروان، حدثنا عبد الأعلى مثله، وهكذا رواه ابن ماجة (٢) عن أزهر بن مروان بإسناد مثله سواء، وهو إسناد جيد مستقيم. وقال ابن جرير (٣): حدثنا ابن حميد، حدثنا يحيى بن واضح، حدثنا الحسين بن واقد عن ثابت، عن عبد الله بن رباح، عن جميلة بنت عبد الله بن أبي بن سلول، أنها كانت تحت ثابت بن قيس فنشزت عليه، فأرسل إليها النبي فقال «يا جميلة ما كرهت من ثابت؟».

قالت: والله ما كرهت منه دينا ولا خلقا، إلا أني كرهت دمامته، فقال لها، «أتردين عليه الحديقة؟». قالت: نعم، فردت الحديقة، وفرق بينهما. وقال ابن جرير (٤) أيضا: حدثنا محمد بن عبد الأعلى، حدثنا المعتمر بن سليمان، قال: قرأت على فضيل عن أبي جرير، أنه سأل عكرمة هل كان للخلع أصل؟ قال: كان ابن عباس يقول: إن أول خلع كان في الإسلام في أخت عبد الله بن أبي، أنها أتت رسول الله فقالت: يا رسول الله لا يجمع رأسي ورأسه شيء


(١) صحيح البخاري (طلاق باب ١٢) والنسائي (طلاق باب ٣٤)
(٢) سنن ابن ماجة (طلاق باب ٢٢)
(٣) تفسير الطبري (٢/ ٤٨٣)
(٤) سنن ابن ماجة (طلاق باب ٢٢)

<<  <  ج: ص:  >  >>