للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

﴿وَما كانَ لِنَبِيٍّ أَنْ يَغُلَّ﴾ بأن يترك بعض ما أنزل إليه فلا يبلغه أمته. وقرأ الحسن البصري وطاوس ومجاهد والضحاك ﴿وَما كانَ لِنَبِيٍّ أَنْ يَغُلَّ﴾ بضم الياء أي يخان وقال قتادة والربيع بن أنس: نزلت هذه الآية يوم بدر، وقد غل بعض أصحابه. رواه ابن جرير (١) عنهما، ثم حكى عن بعضهم أنه فسر هذه القراءة بمعنى يتهم بالخيانة.

ثم قال تعالى: ﴿وَمَنْ يَغْلُلْ يَأْتِ بِما غَلَّ يَوْمَ الْقِيامَةِ ثُمَّ تُوَفّى كُلُّ نَفْسٍ ما كَسَبَتْ وَهُمْ لا يُظْلَمُونَ﴾ وهذا تهديد شديد ووعيد أكيد، وقد وردت السنة بالنهي عن ذلك أيضا في أحاديث متعددة.

قال الإمام أحمد (٢): حدثنا عبد الملك، حدثنا زهير يعني ابن محمد عن عبد الله بن محمد بن عقيل، عن عطاء بن يسار، عن أبي مالك الأشجعي، عن النبي قال «أعظم الغلول عند الله ذراع من الأرض، تجدون الرجلين جارين في الأرض-أو في الدار-فيقطع أحدهما من حظ صاحبه ذراعا، فإذا اقتطعه طوقه من سبع أرضين إلى يوم القيامة».

حديث آخر: -قال الإمام أحمد (٣): حدثنا موسى بن داود، حدثنا ابن لهيعة، عن ابن هبيرة والحارث بن يزيد، عن عبد الرحمن بن جبير قال: سمعت المستورد بن شداد يقول: سمعت رسول الله يقول «من ولي لنا عملا وليس له منزل فليتخذ منزلا أوليست له زوجة فليتزوج، أوليس له خادم فليتخذ خادما، أوليست له دابة فليتخذ دابة، ومن أصاب شيئا سوى ذلك فهو غال» هكذا رواه الإمام أحمد. وقد رواه أبو داود (٤) بسند آخر وسياق آخر، فقال: حدثنا موسى بن مروان الرقي، حدثنا المعاني، حدثنا الأوزاعي عن الحارث بن يزيد، عن جبير بن نفير، عن المستورد بن شداد، قال: سمعت رسول الله يقول «من كان لنا عاملا فليكتسب زوجة، فإن لم يكن له خادم فليكتسب خادما، فإن لم يكن له مسكن فليكتسب مسكنا» قال:

قال أبو بكر: أخبرت أن النبي ، قال «من اتخذ غير ذلك فهو غال-أو سارق». قال شيخنا الحافظ المزي : رواه جعفر بن محمد الفريابي عن موسى بن مروان: فقال: عن عبد الرحمن بن جبير بدل جبير بن نفير، وهو أشبه بالصواب.

حديث آخر: -قال ابن جرير (٥): حدثنا أبو كريب، حدثنا حفص بن بشر، حدثنا يعقوب القمي، حدثنا حفص بن حميد عن عكرمة، عن ابن عباس، قال: قال رسول الله «لا أعرفن أحدكم يأتي يوم القيامة يحمل شاة لها ثغاء، فينادي: يا محمد يا محمد، فأقول: لا أملك لك


(١) تفسير الطبري ٣/ ٥٠٠.
(٢) مسند أحمد ٤/ ١٤٠.
(٣) مسند أحمد ٤/ ٢٨٩.
(٤) سنن أبي داود (إمارة باب ١٠)
(٥) تفسير الطبري ٣/ ٥٠٢.

<<  <  ج: ص:  >  >>