للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ذلك وذكر أنهم أعظم أجرا من هذه الحيثية لا مطلقا، وكذا الحديث الآخر الذي رواه الحسن بن عرفة العبدي، حدثنا إسماعيل بن عياش الحمصي عن المغيرة بن قيس التميمي عن عمرو بن شعيب عن أبيه عن جدّه قال: قال رسول الله «أي الخلق أعجب إليكم إيمانا؟ قالوا الملائكة قال «وما لهم لا يؤمنون وهم عند ربهم»؟ قالوا فالنبيون قال «وما لهم لا يؤمنون والوحي ينزل عليهم؟ قالوا: فنحن قال: «وما لكم لا تؤمنون وأنا بين أظهركم»؟ قال: فقال رسول الله ألا إن أعجب الخلق إليّ إيمانا لقوم يكونون من بعدكم يجدون صحفا فيها كتاب يؤمنون بما فيها» قال أبو حاتم الرازي: المغيرة بن قيس البصري منكر الحديث (قلت) ولكن قد روى أبو يعلى في مسنده وابن مردويه في تفسيره والحاكم في مستدركه من حديث محمد بن أبي حميد-وفيه ضعف-عن زيد بن أسلم عن أبيه عن عمر عن النبي بمثله أو نحوه. وقال الحاكم: صحيح الإسناد ولم يخرجاه. وقد روى نحوه عن أنس بن مالك مرفوعا والله أعلم، وقال ابن أبي حاتم:

حدثنا أبي حدثنا عبد الله بن محمد المسندي حدثنا إسحاق بن إدريس أخبرني إبراهيم بن جعفر بن محمود بن سلمة الأنصاري أخبرني جعفر بن محمود عن جدته نويلة بنت أسلم قالت:

صليت الظهر أو العصر في مسجد بني حارثة فاستقبلنا مسجد إيلياء (١) فصلينا سجدتين ثم جاءنا من يخبرنا أن رسول الله قد استقبل البيت الحرام فتحول النساء مكان الرجال والرجال مكان النساء فصلينا السجدتين الباقيتين ونحن مستقبلون البيت الحرام. قال إبراهيم: فحدثني رجال من بني حارثة أنّ رسول الله حين بلغه ذلك قال: «أولئك قوم آمنوا بالغيب» هذا حديث غريب من هذا الوجه.

قال ابن عباس: ويقيمون الصلاة أي يقيمون الصلاة بفروضها. وقال الضحاك عن ابن عباس: إقامة الصلاة إتمام الركوع والسجود والتلاوة والخشوع والإقبال عليها فيها. وقال قتادة إقامة الصلاة المحافظة على مواقيتها ووضوئها وركوعها وسجودها. وقال مقاتل بن حيان:

إقامتها المحافظة على مواقيتها وإسباغ الطهور بها وتمام ركوعها وسجودها وتلاوة القرآن فيها والتشهد والصلاة على النبي فهذا إقامتها.

وقال علي بن أبي طلحة وغيره عن ابن عباس ﴿وَمِمّا رَزَقْناهُمْ يُنْفِقُونَ﴾ قال: زكاة أموالهم، وقال السدي عن أبي مالك وعن أبي صالح عن ابن عباس وعن مرة عن ابن مسعود وعن أناس من أصحاب رسول الله ﴿وَمِمّا رَزَقْناهُمْ يُنْفِقُونَ﴾ قال: نفقة الرجل على أهله وهذا قبل أن تنزل الزكاة. وقال جويبر عن الضحاك كانت النفقات قربات يتقربون بها إلى الله على قدر ميسرتهم وجهدهم حتى نزلت فرائض الصدقات سبع آيات في سورة براءة مما يذكر فيهنّ الصدقات هن


(١) هو المسجد الأقصى في بيت المقدس، وهو أولى القبيلتين.

<<  <  ج: ص:  >  >>