ويقول المؤلف مبينا الغرض الأساسي من التفسير وفائدته:"إن أعظم العلوم مقدارا وأرفعها شرفا ومنارا، وأعلاها على الإطلاق، وأولاها تفضيلا بالاستحقاق، وأساس قواعد الشرائع والعلوم، ومقياس ضوابط المنطوق والمفهوم، ورأس الملة الإسلامية وأساسها، وأصل المذاهب الفقهية ومنبعها الأول، وأعز ما يرغب فيه ويعرج عليه وأهم ما تناخ مطايا الطلب لديه؛ هو علم التفسير لكلام العزيز القدير، لكونه أوثق العلوم بنيانا، وأصدقها قيلا وأحسنها تبيانا، وأكرمها نتاجا وأنورها سراجا، وأصحها حجة ودليلا، وأوضحها محجة وسبيلا، وقد حاموا جميعا حول طلابه، وراموا طريقا إلى جنابه، والتمسوا مصباحا على قيامه ومفتاحا إلى فتح بابه".
وهاهو ذا تعريف المؤلف لعلم التفسير فيقول:"هو علم باحث عن نظم نصوص القرآن، وآيات سور الفرقان، بحسب الطاقة البشرية، ووفق ما تقتضيه القواعد العربية، قال: الفناري: الأولى أن يقال: علم التفسير معرفة أحوال كلام الله سبحانه وتعالى من حيث القرآنية، ومن حيث دلالته على ما يعلم أو يظن أنه مراد الله تعالى بقدر الطاقة الإنسانية، وهذا يتناول أقسام البيان بأسرها، ولا يرد عليه ما يرد على سائر الحدود، ومبادئ العلوم اللغوية وأصول التوحيد وأصول الفقه وغير ذلك من العلوم الجمة".
وأضاف:"والغرض منه معرفة معاني النظم ومعرفة الأحكام الشرعية العملية، وفائدته حصول القدرة على استنباط الأحكام الشرعية على وجه الصحة، وموضوعه كلام الله سبحانه وتعالى الذي هو منبع كل حكمة ومعدن كل فضيلة، وغايته التوصل إلى فهم معاني القرآن واستنباط حكمه ليفوز بالسعادة الدنيوية والأخروية وشرف العلم وجلاله باعتبار شرف موضوعه وغايته فهو أشرف العلوم وأعظمها".