وفي هذه المرحلة الطويلة لم تدركنا ليلة الاثنين في لوس أنجلوس؛ لأننا سافرنا منها في الساعة التاسعة والدقيقة الخامسة والأربعين صباح الأحد، ولم ندرك الليلة نفسها في اليابان؛ إذ كان شمس الاثنين قد طلعت في اليابان ونحن لا نزال في الطريق بعيدين عنها، وكان وصولنا مطار طوكيو في الساعة الرابعة والدقيقة الثلاثين بتوقيت اليابان من مساء يوم الاثنين.
فاتتنا خمس صلوات دون أن نشعر:
لذلك فقد فاتت علينا خمس صلوات ونحن لا نشعر بها، وهي مغرب ليلة الاثنين وعشاؤها وفجر يوم الاثنين وظهر يوم الأحد وعصره؛ لأننا صلينا فجر يوم الأحد في مدينة لوس أنجلوس وعندما وصلنا طوكيو صلينا الظهر والعصر جمعا، واتضح أن ذلك كان ظهر وعصر الاثنين.
من المضايقة إلى النوم:
وفي أثناء الرحلة كنت - كما ذكرت من قبل - أطل باستمرار لأرى عجائب مخلوقات الله، ولكن المضيفة بدأت تغلق النوافذ لأجل عرض فيلم للركاب كعادتهم، وأغلقت أنا نصف النافذة الأعلى وأبقيت نصفها الأسفل لأنظر منه، ولكن المضيفة طلبت إغلاقها كاملة؛ لأن الضوء يؤثر على رؤية الناس الفيلم فطلبت من زميلي أن يقنعها أن راحتي أنا في النظر إلى البحر وسحبه، ولا حاجة لي في النظر إلى الفيلم؛ فحاول أن يدافع عني ولكن المضيفة استنجدت بزميل لها فجاء يرجو غلق النافذة؛ لأن المشاهدين يتضايقون من الضوء فاستسلمت بغلق النافذة، ولجأت إلى النوم العميق لمدة ساعة وثلاثين دقيقة، وذلك بعد تناول طعام الغداء في مطعم ركاب الدرجة الأولى في الطابق الأعلى من الطائرة، وهو يقع في مقدمة الطائرة، أيقظني زميلي بعد مضي المدة المذكورة وقال: إن شئت أن تحظى ببغيتك فإن مقاعد الطابق الأعلى فارغة ويمكننا أن نصعد لنشاهد البحر من هناك، وقد أذن لنا المضيفون بذلك.