وأخذ الأخ عبد الباسط يأكل بهما بسهولة وهو يمسكهما بصفة خاصة، أما أنا فلم يكن عندي استعداد لأتمرن في ذلك الوقت؛ فطلبت شوكة وملعقة وأكلت كعادتي، وأما زميلي الدكتور فحاول أن يحوز قصب السبق فيصبح يابانيا في تلك اللحظة، ولكنه سرعان ما انهزم ولحق بي فطلب الشوكة والملعقة.
لطف المعاملة:
وفي هذا المطعم سمعنا تلك الكلمة العاطفية التي يعبر بها اليابانيون لمن يخاطبهم أو يطلب منهم شيئا، ويهزون معها رؤوسهم تعبيرا عن استعدادهم لخدمتك أو سماع كلامك أو غير ذلك، والكلمة هكذا:(هَيْ) بفتح الهاء وسكون الياء، وأنها تعني طيب، أو مرحبا، أو أبشر عندنا، فكنا إذا طلبنا شيئا قال القريب منا: هَيْ، وطلب من زميله القيام به فأجابه: هَيْ، وهكذا فإنك تسمع هذه الكلمة باستمرار: هَي، هَيْ، هَي، في كل مكان.
وبعد الغداء ودعنا الأخ عبد الباسط وصعدنا إلى الغرفة لنرتاح.
نحن أولى بالدعوة إلى الله:
كنا في فنادق الغرب نجد كتاب الإنجيل في كل فندق أما في فنادق اليابان فيوجد كتاب الإنجيل ومعه كتاب بوذا المقدس عندهم.
وقد علقت على ذلك فقلت: لم ننزل في فندق في البلدان التي زرناها إلا وجدنا فيه الإنجيل، وفي اليابان والبلاد المجاورة في شرق آسيا أضيف إليه كتاب بوذا، ونحن عندنا لا يوجد المصحف في الفنادق في بلاد المسلمين، وقد يقال: إن وجود المصحف في الفنادق قد يعرضه للمس الكفار له وإهانته، ولكن هذا لا يرد في فنادق مكة والمدينة التي لا يدخلها إلا المسلمون، واعترافا بالفضل فإني وجدت في فترة من الفترات المصاحف في فندق شبرا بمكة؛ لأن به موظفين صالحين، ولا أدري إن كان ذلك مستمرا أم لا؟