واختلف أهل التأويل في معنى الذرية، ومعرفتهم حين أخرجهم من صلب آدم وأخذ عليهم الميثاق الأول وأشهدهم على أنفسهم ألست بربكم، أجمعوا على أنهم كانوا في صور الذر.
ثم اختلفوا فقال بعضهم: أرواح بلا أجسام [١٠٣] ، ومعرفة بلا عقول.
وقال بعضهم: أرواح بأجسام، ومعرفة بعقول.
وأولها أصحها في الرواية؛ أن الله أخذ عليهم الميثاق حين أخرجهم من صلب آدم كأنهم الذر من آذيّ من ماء.
٦- (٣١) أخبرنا إبراهيم بن محمد الرملي، ثنا موسى بن هارون، ثنا أبو هلال، ثنا أبو حمزة، عن ابن عباس، {وَإِذْ أَخَذَ رَبُّكَ مِنْ بَنِي آدَمَ مِنْ ظُهُورِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ} قال: أخذ الله ميثاق بني آدم من آذى الماء كأنهم الذر في آذيّ الماء [١٠٤] .
ذكر من قال أخرجهم من صلبه نطفا ووجوه الأنبياء عليهم الصلاة والسلام كالسرج:
٧- (٢٢) أخبرنا محمد بن يحيى العجيقي بمكة، ثنا عبد الله بن علي النيسابوري، ثنا عبد الله بن سعيد، عن يحيى بن يمان [١٠٥] ، عن أبي جعفر الرازي، عن أبي العالية عن أبيّ في قوله جل وعز:{وَإِذْ أَخَذَ رَبُّكَ مِنْ بَنِي آدَمَ مِنْ ظُهُورِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ} قال: استخرجهم من صلبه نطفا، ووجوه الأنبياء كالسرج [١٠٦] ، وكذلك رواه النضر بن عربي [١٠٧] عن عكرمة قال: كلمته النطف وأقرت بالعبودية، وهذا لا يعرف إلا من هذا الوجه عن عكرمة ولا يثبت.