إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمدا عبده ورسوله، صلى الله عليه وعلى آله وصحبه ومن اتبعهم بإحسان إلى يوم الدين. وبعد:
صاحب السمو الملكي الأمير فهد بن عبد العزيز ولي العهد، ونائب رئيس مجلس الوزراء، والرئيس الأعلى للجامعة الإسلامية.
صاحب السمو الملكي الأمير عبد المحسن بن عبد العزيز أمير منطقة المدينة المنورة.
أصحاب السمو الملكي الأمراء.
أصحاب الفضيلة أعضاء المجلس الأعلى للجامعة الإسلامية.
أصحاب المعالي الوزراء.
أيها الضيوف الكرام.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته..
إنه لمن المعروف حقا أن المرحلة التاريخية التي تجتازها الأمة الإسلامية خاصة - والعالم عامة - هي مرحلة جد خطيرة، نظرا لما أفرزته من صراعات فكرية حادة نشأت منها وستنشأ صراعات مادية تهدد حياة البشرية على هذا الكوكب بالدمار والفناء.. وربما كان نصيبنا - نحن المسلمين - من التعرض لويلات هذه الصراعات أكبر نصيب؛ نظرا لما عرض لنا من ضعف في هذه المرحلة التاريخية؛ فصرنا هدفا يرمى وغنيمة يتنازع فيها المتنازعون، أو نظرا إلى تنبه أعدائنا لحقيقة ديننا وعقيدتنا؛ فمتى كنا كما يريد الله ورسوله حقا وصدقا كان لنا شأن يعرفونه عن أسلافنا الصالحين؛ لذلك يكون نصيبنا من كيدهم وعدائهم أكبر نصيب إن استطاعوا، ولا منجاة لنا من هذا الواقع الرهيب إلا بتحقيق ذاتنا الإسلامية في ضوء تعاليم القرآن والسنة، وفي ضوء السيرة النبوية الهادية، ثم من خلال سير الأصحاب الكرام رضي الله عنهم، ولا ننسى بهذا الصدد مذاهب أئمة الإسلام الأعلام، موزونة ومقدرة ومنظورا إليها في ضوء أصالة ووضاءة مصدر التشريع الحقيقي؛ كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم.