للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

يكون المراد بالسلطان القوة ومما ذكرناه يتضح أنه لا حجة في الآية لمن قال إنها تدل على إمكان الصعود إلى الكواكب وأن المراد بالسلطان العلم، ويتضح أيضا أن أقرب الأقوال فيها قول من قال أن المراد بذلك يوم القيامة, أخبر الله سبحانه فيها أنه يقول ذلك للجن والإنس في ذلك اليوم تعجيزا لهم وإخبارا أنهم في قبضة الله سبحانه وليس لهم مفر مما أراد بهم ولهذا قال بعدها: {يُرْسَلُ عَلَيْكُمَا شُوَاظٌ مِنْ نَارٍ وَنُحَاسٌ فَلا تَنْتَصِرَانِ} . فالمعنى - والله أعلم - أنكما لو حاولتما الفرار في ذلك اليوم لأرسل عليكما شواظ من نار ونحاس فلا تنتصران منهما, أما في الدنيا فلا يمكن أحدا النفوذ من أقطار السموات المبنية لأنها محفوظة بحرسها وأبوابها كما تقدم ذكر ذلك والله سبحانه وتعالى أعلم.

{يَا أَيُّهَا النَّاسُ اذْكُرُوا نِعْمَتَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ هَلْ مِنْ خَالِقٍ غَيْرُ اللَّهِ يَرْزُقُكُمْ مِنَ السَّمَاءِ وَالأَرْضِ لا إِلَهَ إِلاَّ هُوَ فَأَنَّى تُؤْفَكُونَ} . (فاطر ٣)