ينشأ الطفل فيجد أمامه شخصية والده تأثر فيه وتثير عواطفه ثم يجد شخصية المربي الذي يعجب به الطفل ويتأثر بأفكاره، ومعلوماته، لذلك كان واجب الآباء والمربين أن يقدموا النموذج الطيب والأسوة الحسنة أمام الأطفال الذين يتعلقون بشخصياتهم ويدفعونهم إلى السلوك الطيب عن التأثير فيهم فكلاهما يمثل بالنسبة للطفل القيم السامية والعواطف الطيبة الأمر الذي يجعل دورهما في حياة الطفل كبيرا فإذا تمثلت فيهما معاني الشجاعة والعفة والكرم والمروءة، والصدق والأمانة قولاً وفعلاً نشأ الأولاد على ذلك أما إذا وجد ذلك في أقوالهم ودعوتهم لهم من غير أن يتمثلوه في حياتهم نشأ الطفل على عكس تلك الفضائل وفقد الثقة في سلوك أحب الناس إليه ومثله الأعلى في الحياة ولذلك حذر الله سبحانه وتعالى من أن يأمر الناس بالبر من ينسون أنفسهم وأن يقولوا مالا يفعلون وقد توعد الرسول صلى الله عليه وسلم هذا النوع بعذاب أليم يوم القيامة حيث يسأله الناس ألم تكن تأمرنا بالمعروف وتنهانا عن المنكر فيجيب بأنه كان يأمر بالمعروف، ولا يأتيه وينهى عن المنكر ويأتيه- والقرآن يخبرنا بأن الرسول صلى الله عليه وسلم الذي اتصف بأعلى الكمالات وأنبل الصفات التي عرفتها البشرية هو قدوة حسنة للبشر قاطبة خلقه القرآن ومؤدبه ومربيه رب العالمين {لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ}(الأحزاب/٢١) ولأن التربية تحتاج إلى القدوة العليا التي يقاس عليها فإن الله سبحانه جعل نبينا محمداً صلى الله عليه وسلم النموذج الذي يهتدي به الناس والسراج الذي يضيئون به حياتهم إن أطاعه الناس اهتدوا وإن خالفوه ضلوا {وَإِنْ تُطِيعُوهُ تَهْتَدُوا}(النور/٥٤) ، وسيرة الرسول صلى الله عليه وسلم مثال للقدوة النادرة في الجاهلية والإسلام في مجال الكرم والتواضع والحلم والشجاعة والقوة والثبات على الحق والصبر والجهاد والإيثار فقد كان الرسول صلى الله عليه وسلم أجود الناس