إن المربي يستطيع بإخلاصه وإدراكه للوسائل المتعددة لتكوين البصيرة والحكمة وممارسته لهما أن يساعد على بناء جيل راجح العقل حكيم متبصر متفتح يزن الأمور بميزان العقل والبصيرة لهم قلوب يعقلون بها وآذان يسمعون بها وأبصار ينظرون بها وبصائر يعرفون بها لأن السمع والبصر والفؤاد كل أولئك كان عنه مسؤولا.
٥- تكوين الإرادة:
الإرادة قوة من القوى المحركة للإنسان مرتبطة بالتصميم والعزم على فعل الشيء فعنها تصدر الأعمال الإرادية للإنسان، ويرى البعض أن الإرادة ميل النفس إلى شيء ما وحملها على فعله ولكن الفرق واضح بين الميل والإرادة لأنه قد يوجد الميل ولا توجد الإرادة، والإرادة تشمل الميل والشعور والعزم ثم العمل، والإرادة هي القوى المحركة لملكات الإنسان والدافعة لها إلى العمل وللإرادة نوعان من العمل، فقد تكون دافعة للعمل وقد تكون مانعة تمنع الإنسان من القول والفعل وأعمال الخير والشر في الإنسان منبعها إرادته ولارتباط الإرادة بالخلق:"عرف بعضهم الخلق بأنه "عادة إرادة"يعني أن الإرادة إذا اعتادت شيئا فعادتها هي المسماة بالخلق فإذا اعتادت الإرادة العزم على الإعطاء سميت عادة إرادة هذه خلق الكرم وقريب من هذا التعريف قول بعضهم هو تغلب ميل من الميول على الإنسان باستمرار"[١٦] .
والإرادة لها صلة قوية بالميول والبواعث والغايات والرغبات لأنها دوافع إلى العمل ولأنها تجتمع مع الإرادة في جانب وتختلف في أخرى وقد ربطت التربية الإسلامية بين النية والإرادة باعتبارها العزم على فعل الشيء والقصد التصميم القلبي عليه ولذلك يقول الرسول صلى الله عليه وسلم:"إنما الأعمال بالنيات وإنما لكل امرئ ما نوى فمن كانت هجرته إلى الله ورسوله فهجرته إلى الله ورسوله ومن كانت هجرته لدنيا يصيبها أو امرأة ينكحها فهجرته إلى ما هاجر إليه"[١٧] .